الأحد 2024/04/28 الساعة 10:20 ص

إعلان خطير لقيادة المليشيا في العاصمة (بيان)

العربي نيوز - عدن:


أصدرت قيادة المليشيا المتمردة اعلانا خطيرا ينذر بحرب واسعة مع الجيش الوطني واستباحة سافرة لدماء المواطنين المحتجين على تردي اوضاعهم المعيشية والخدمية جراء تدهور الاوضاع الاقتصادية في العاصمة، علاوة على الانفلات الامني وتصاعد الاعتداءات. 


وجاء في بيان لقيادات مليشيا "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، إعلان حرب واسعة واجهتها "الحوثيون" ووجهتها الفعلية قوات الجيش الوطني، وتسويغ مسبق لاستباحة دماء المواطنين المحتجين في عدن.


البيان الصادر عن قيادات ما يسمى "الأحزمة الأمنية وألوية الدعم والإسناد" ذُيل بتوقيع العميد محسن الوالي واللواء صالح السيد، منتصف ليل الاربعاء، وأكدا فيه ان مليشياتهما "على أهب الاستعداد القتالي لتنفيذ توجيهات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي".


وقالت قيادتا الوية مليشيا "الانتقالي" في البيان: إنها "على اهبة الاستعداد لمواجهة تهديدات مليشيا الحوثي وقوى التطرف والإرهاب ضد الجنوب وفرض حالة الأمن والاستقرار ومنع العناصر التخريبية التي تستغل الغليان الشعبي لتنفيذ مخططات إرهابية". حد تعبيرها.


مضيفة في البيان الذي نشره مركزها الإعلامي: إنها "رهن إشارة وتوجيهات الرئيس الزبيدي، ولن تسمح في اثارة الفوضى والنيل من القوات الجنوبية لصالح العدو الذي يحوم على حدود ومحافظات الجنوب التي لازالت بعضها ترزح تحت وطأة مليشيات دينية حزبية".


وتابعت في وصف هذه "المليشيات الدينية الحزبية" قائلة إنها: "تتغذى على خيرات البلاد وتقمع بشدة الاصوات المنددة بتدهور الأوضاع". في اشارة صريحة إلى قوات الجيش الوطني الذي يتهمه "الانتقالي" بأنه "مليشيا اخوانية" تبعا للخطاب السياسي والاعلامي الاماراتي.


قيادتا مليشيا "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" التابعة للانتقالي، دعت جميع منتسبي فصائل مليشياتها إلى الالتزام بـ "اتباع وتنفيذ توجيهات الرئيس عيدروس الزبيدي وتعزيز المواقع ورفض الإجازات للأفراد، والعمل بحرص وجد لاجل لا يكون هناك أي خرق أمني يذكر".


وأكدت في ختام بيانها الالتزام الكامل بـ "تنفيذ كل ما ورد في خطاب الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي مساء الأربعاء من إجراءات فرض حالة الطوارئ العامة على طريق تأمين المجتمع وحفظ مصالحه العامة والخاصة من كل الفوضى والتخريب التي تسعى إليها بعض القوى المندسة". حد تعبيرها.


إلى ذلك، عمد رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزبيدي إلى التغطية على تحشيداته الجارية لمليشياته والتشكيلات العسكرية للامارات منذ اسابيع لاجتياح عدد من محافظات جنوبي البلاد، بمزاعم "تعرض الجنوب لغزو جديد من مليشيات الحوثي وقوى الإرهاب والتطرف".


جاء هذا في خطاب للزبيدي وهو بالزي العسكري والدشداشة الاماراتية، بثته قناة "عدن" التابعة للانتقالي، الاربعاء، وصف فيه الاحتجاجات الشعبية على فشل وفساد "الانتقالي" بقوله: "يواجه شعبنا الجنوبي وعاصمتنا التاريخية عدن على وجه الخصوص تآمرا لا يقل خطورة عن العدوان الحوثي".


وعلى نهج علي عفاش في تبريره السخط ضده وفشله وعجزه وفساد نظامه بمزاعم "حماية الوحدة" بينما هو ظل يهد مداميك الوحدة الوطنية بمؤامراته وغدره؛ خرج الزُبيدي، ليعلن حالة الطوارئ العامة في المحافظات الجنوبية الغاضبة، بمبرر أن احتجاجاتها ليست جنوبية بل "مؤامرة على الجنوب"!


قائلا: "في هذه اللحظات التي تشنّ فيها ميليشيات الحوثي وقوى الإرهاب والتطرف غزوها الجديد على الجنوب أرضاً وإنساناً، وأمام ما يواجهه شعبنا الجنوبي وعاصمتنا التاريخية عدن على وجه الخصوص من تآمر لا يقل خطورة عن العدوان الحوثي، نعلن من قلب عاصمتنا الأبية عدن ما يلي".


برر رئيس "الانتقالي" عيدروس الزبيدي، اصدار اوامره لمليشياته تصعيد قمع المحتجين في شوارع مدينة عدن بالرصاص الحي، زاعما أن "الجنوب يشهد في هذه اللحظات غزواً من الحوثيين وقوى الارهاب والتطرف" حد وصفه، المشابه لمزاعم علي عفاش بشأن "مؤامرات الارهابيين والانفصاليين".


وأعلن "حالة الطوارئ في كل المحافظات الجنوبية، ورفع درجة الجاهزية القتالية لمليشياته والاستنفار إلى أقصى درجة والاستعداد لتنفيذ مهام قتالية، وحشد الطاقات لمواجهة أي تحركات" حسب تعبيره، محاولاً التغطية على تحضيراته المكثفة -ومن ورائه الامارات- لاجتياح محافظتي شبوة وحضرموت.


في سياق هذه التغطية الفاضحة حسب مراقبين، زعم الزُبيدي أن "ثلاث محافظات جنوبية تتعرض لمؤامرة وتجري ضدها تحشيدات عسكرية من جانب الحوثيين و-من سماها- قوى التطرف والارهاب". مستغلا احراز الحوثيين اختراقات واسعة في عدد من مديريات البيضاء المحاذية لشبوة وأبين ولحج.


وتشهد محافظتا شبوة وحضرموت، منذ اسابيع تحشيدات وتحركات عسكرية مكثفة من جانب "الانتقالي" والتشكيلات العسكرية التابعة للامارات في الساحل الغربي، بقيادة هيثم قاسم طاهر قائد ما يسمى "عملية الرمح الذهبي" وطارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية".


لا يخفي الانتقالي سعيه الحثيث لبسط سيطرة مليشياته على كامل محافظات جنوب البلاد، وعلى سلطاتها المحلية، وقيادة مؤسسات الدولة فيها، عبر تحشيداته العسكرية، وقرارات تعيين كوادره -من جانب واحد-، وتحريض اتباعه على نشر الفوضى والمطالبة بما يسميه "الادارة الذاتية للجنوب".


ورغم توقيع "المجلس الانتقالي" على اتفاق الرياض مع الشرعية اليمنية في نوفمبر 2019م وعلى آلية تسريع تنفيذه في اغسطس الماضي، برعاية سعودية، إلا أنه يصر على خرق بنود الاتفاق بقرارات تعيين وحملات تأجيج وخطابه التحريضي الانفصالي، ورفض تنفيذ الملحقين الامني والعسكري.


في المقابل، يشير مراقبون إلى التحالف بين "المجلس الانتقالي" وجماعة الحوثي، من حيث تقاسمهما أو -سعيهما- لتقاسم اليمن جنوبا وشمالا، وتقارب اطروحاتهما والتقائها في قيام دولة يمنية اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي، ويظهر هذا من التزام مليشيات الحوثي الحدود السابقة لشطري اليمن.


وجاء اعلان الزُبيدي، بالتزامن مع ثالث ايام انتفاضة شعبية غاضبة، تتواصل في عدن منذ ساعات الليل الأولى ليوم الإثنين، احتجاجا على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وغلاء المعيشة والانفلات الامني و"سياسة التجويع والاذلال" للتحالف بسيطرته على الموانئ ومنشآت النفط والغاز والمنشآت الاقتصادية.


امتدت رقعة الاحتجاجات في العاصمة المؤقتة عدن من مديرية كريتر، لتمتد إلى مديريات صيرة والمنصورة والتواهي والمعلا والشيخ عثمان، والممدارة وجولة كالتكس والعريش، وتشهد الاحتجاجات احراق الاطارات واغلاق الشوارع داخل كل مديرية، وقطع الطرقات بين مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد.


ويردد المحتجون هتافات ضد فشل وفساد سلطات "المجلس الانتقالي"، وزيف وعود التحالف العربي لدعم الشرعية، وحمَّلت التحالف مسؤولية تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية والامنية في المحافظات المحررة بدعمه المليشيات والعصابات المسلحة وتجفيف الموارد الاقتصادية للدولة.


كما رفع المواطنون المحتجون مطالب رئيسية ابرزها: توفير مقومات العيش الكريم والخدمات الاساسية تتصدرها الكهرباء والمياه، ووقف انهيار العملة وغلاء اسعار السلع والخدمات والوقود، وانهاء حالة الانفلات الامني وانتشار المليشيات والعصابات، وعودة الحكومة إلى عدن لأداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها.


وعلت في الاحتجاجات الشعيبة لافتات وهتافات المواطنين المحتجين عبارات "لا تحالف ولا مليشيات.. نشتي حكومة وخدمات". منادية برحيل مليشيات "المجلس الانتقالي" ومغادرة التحالف العربي، الذي عمد المحتجون لإنزال ريات اعلام دوله ولافتات صور حكام قيادته ممثلة بالسعودية وحليفتها الامارات.


لكن عيدروس الزُبيدي تجاهل كليا في خطابه المتلفز، الاربعاء، مطالب عشرات الآلاف من المواطنين المحتجين في مديريات عدن، ووصفهم بأنهم "عناصر مندسة". محذرا مما سماه "تجيير الاحتجاجات لأهداف غير وطنية وحسابات سياسية أو افتعال الفوضى والتخريب". التهمتان الجاهزتان للقمع.


وعلى العكس مما يفترض به، اتهم الزُبيدي، جميع المشاركين في الاحتجاجات، بأنهم مشاركون في التآمر على الجنوب، وأصدر توجيهه الصريح والمباشر لمليشيات المجلس قمعهم، بقوله: "نهيب بقواتنا الأمنية للضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل".


من جانبها، سارعت مختلف فصائل مليشيات "الانتقالي الجنوبي" إلى تنفيذ الحكم والعقاب، بتصعيدها قمع المحتجين وتكثيف اطلاق الرصاص الحي الذي استخدمته منذ اليوم الاول في مواجهتهم، لتوقع 3 قتلى وعشرات الجرحى في محصلة اولية، حسب ما أفاد محتجون وأكدته مصادر طبية.


وأكدت مصادر طبية في العاصمة المؤقتة عدن، مقتل شابين مساء الاربعاء عقب خطاب الزُبيدي، هما “خلدون العبدلي” و “زياد زاهر” فيما جرح آخرون، برصاص مليشيات "المجلس الانتقالي"، وجرى نقلهم إلى "مستشفى بابل"، ومساء الثلاثاء، قتل شاب في مديرية الشيخ عثمان برصاص المليشيا.


موضحة أن مليشيا "الانتقالي" لاحقت المحتجين الجرحى إلى المستشفيات، واعتقلت مساء الثلاثاء 7 جرحى من المستشفى الذي أسعفوا إليه، يضافون إلى 5 مواطنين محتجين اعتقلتهم المليشيا من شارع أروى بمديرية كريتر، يضافون إلى عشرات المعتقلين لا يعرف حتى اللحظة ما مصيرهم أو مكان اعتقالهم.


وأكد محتجون أن فصائل مليشيا "الانتقالي" تواصل الانتشار الواسع في جميع حارات واحياء مديريات العاصمة المؤقتة عدن، وتنفذ حملات مداهمة للمنازل واعتقال من تشتبه في مشاركته أو نيته المشاركة في الاحتجاجات، وتعرضهم لضرب عنيف تسميه "تأديبا"، فيما لا تتورع عن اطلاق النار عليهم.


يشار إلى أن العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، الخاضعة لسيطرة مليشيا "الانتقالي"، تعاني من انهيار عام للخدمات والأوضاع المعيشية، والعملة الوطنية، وانفلات امني تصاعدت معه الاعتداءات ونهب الممتلكات والاغتيالات والتفجيرات، من دون ضبط الجناة المنتمين لنافذي "الانتقالي".

 

https://twitter.com/alhezammedia/status/1438249313050763268


https://twitter.com/V880S/status/1437910088304451586


https://twitter.com/abcfa6300/status/1437840085316214793


https://twitter.com/Adelalhasanii/status/1437805766929522694