الجمعة 2024/09/20 الساعة 06:22 م

ارتفاع اسعار الخبز يشعل المحافظات المحررة بالغضب

العربي نيوز - متابعة خاصة:


اشعل قرار مالكي الافران والمخابز في تعز وعدد من مدن المحافظات الجنوبية المحررة، برفع اسعار البيع بنسبة 30%، غضبا شعبيا عارما يتصاعد احتجاجا على عجز السلطات عن وقف تدهور قيمة الريال أمام الدولار وارتفاع اسعار السلع الغذائية والخدمية الاساسية.


ووفق مصادر محلية، فقد "تفاوتت أسعار الروتي والرغيف -التي فقدت الكثير من وزنها- بين 40 و50 ريالاً للقرص الواحد، بحسب أمزجة أصحاب الأفران الذين يتحجّجون بارتفاع أسعار الكيس الدقيق إلى 24 ألف ريال، إثر انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.


في المقابل، اكتفت اللجنة المحلية للمخزون السلعي ومراقبة الأسعار في تعز بوصف ما قام به مُلاك المخابز من رفع للأسعار بتلك الكيفية؛ "تعنتاً". داعية -في بيان- جهات الضبط إلى تحمُّل مسؤوليتها وفقاً لما وفّرتها اللجنة المحلية من إجراءات قانونية، حسب قولها.


من جانبهم، عبّر مواطنو تعز عن سخطهم من انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار الخبز، الذي يجعلهم وأُسَرهم وجهاً لوجه مع المجاعة، وخاصة مع انقطاع الرواتب وقلة الدخل، مُندّدين بتجاهل الحكومة وسلطاتها لانهيار قيمة الريال الشرائية والكوارث التي ستنتج عنها. 


وتزامنت احتجاجات تعز وزنجبار مع أخرى في لحج، حيث هدّد أبناء مديرية حبيل جبر في محافظة لحج بقطع الطريق الرئيس الرابط بين المحافظات الجنوبية والشمالية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، بمعدلات تفاوتت بين 30% و50% مع تجاوز سعر الدولار 925 ريالا.


أهالي حبيل جبر حذروا من "ثورة جياع" ضد التحالف و"الانتقالي الجنوبي" وسلطات الحكومة الشرعية، "في حال لم ينفذوا معالجات اقتصادية عاجلة وإيجاد حلول سريعة تضمن تخفيف الوطء على المواطنين، واعادة اسعار السلع الغذائية الاساسية إلى سابق اسعارها قبل انهيار الريال أمام الدولار".


وأوضحوا أن سعر الكيس الدقيق السنابل والمطحون عبوة 50 كيلو جرام يباع في المديرية بـ (22000 ريال)، فيما ارتفعت أسعار بقية السلع الأخرى مثل السُّكر والأرز إلى عنان السماء، في حين لا تملك الكثير من الأسر مرتبات وتعتمد بصورة أساسية على المواشي لتوفير لقمة العيش، حد قولهم. 


كما شهدت مديرية زنجبار -مركز محافظة أبين- توقُّفاً شبه تام للنشاط التجاري، حيث بدأت معظم المحلات التجارية في المديرية، منذ صباح الاربعاء اغلاق ابوابها، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وتلاشي قيمة الريال اليمني، ما ألقى بأعباء إضافية على كواهل المواطنين والتجار معاً.


وأطلق سياسيون واعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة احتجاج واسعة على تردّي قيمة العملة وتضاعف الأسعار، التي قالوا إنها تُهدّد بشكل مباشر مصير ملايين الأُسر بالموت جوعاً". داعين تحت هاشتاج #ثورة_جياع، إلى الخروج يوم السبت المقبل في ثورة تعمّ المحافظات المحررة.


يأتي هذا فيما تقترب أسعار الدولار الأمريكي من حدود 1000 ريال يمني، في انهيار تاريخي لقيمة العملة المحلية، التي فقدت أكثر من 70% من قيمتها عما كانت عليه قبل الحرب التي يقودها التحالف السعودي الاماراتي في اليمن منذ مارس 2015م، وتسببت في "أسوأ ازمة انسانية بالعالم" حسب الامم المتحدة.


ويتهم مراقبون وخبراء اقتصاد التحالف بقطبيه في الرياض وأبوظبي بضرب الاقتصاد الوطني، ضمن حرب اقتصادية موازية للعسكرية، عبر فرض الحصار وتعطيل الموانئ والمطارات ومنشآت النفط والغاز، وتحوّيل معظمها إلى ثكنات عسكرية، ومنع عمليات للتصدير، والايعاز للشرعية بنقل البنك المركزي إلى عدن لتحويله إلى وكر للفساد والمضاربة.