العربي نيوز:
انكشفت رسميا، اسباب ايقاف حركة الملاحة الجوية من وإلى مطار عدن، خلال الساعات الماضية، في ظل تواصل تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، انقلابه الجديد على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، واجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيهما.
جاء هذا في بيان مقتضب صادر عن وزارة النقل في العاصمة المؤقتة عدن، نشرته على موقعها الالكتروني، مساء الاثنين (8 ديسمبر)، وأرجع اسباب توقف الرحلات الجوية من وإلى مطار عدن، لاسباب فنية، وقال: إن توقف الرحلات منذ فجر الاثنين ناجم عن أسباب فنية خارجة عن الإرادة" عقب توقف تسبب في تأخر الرحلات المجدولة.
مع ذلك، ويرغم تعليل وزارة النقل المحسوبة على "المجلس الانتقالي الجنوبي"، ايقاف الملاحة الجوية في مطار عدن بـ "اسباب فنية" لم تفصح عن ماهيتها، إلا أنها أكدت تجاوز الامر "الاسباب الفنية"، بقولها في بيانها: إن "قيادة وزارة النقل وشركة الخطوط الجوية اليمنية بذلت جهودا كبيرة أثمرت عن استنئاف الرحلات خلال الساعات القادمة".
وصدر بيان وزارة النقل، بعدما ذكرت مصادر ملاحية أن توقفت الملاحة الجوية بالكامل من وإلى مطار عدن الدولي، "جاء على خلفية وصول طائرات شحن عسكري من الامارات، تحمل اطنانا من الاسلحة والمعدات العسكرية" لمليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي"، تعزيزا لاستكمال تصعيده الذي اسماه "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب".
في المقابل، تحدثت مصادر محلية اخرى عن "وقوف السعودية وراء ايقاف الملاحة الجوية في مطار عدن الدولي"، وارجعت التدخل السعودي التي تحتكر تراخيص الملاحة الجوية في اليمن منذ بدء الحرب (مارس 2015م)، إلى أنه "رد على اجتياح المجلس الانتقالي الجنوبي محافظتي حضرموت والمهرة وانتهاكه اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية".
يأتي هذا بالتزامن مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.
تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)
والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.
تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
