العربي نيوز:
هز انفجار جديد ومدوٍ حيا سكنيا، وتسبب في سقوط ضحايا، بينهم اطفال وكهول، حسب تأكيد مصادر محلية متطابقة، واعلان اولي صادر عن الاجهزة الامنية التابعة للمليشيا الانقلابية، في العاصمة المؤقتة عدن، الاحد (26 اكتوبر).
وفقا لبيان صادر عن إدارة شرطة كرتير (مديرية صيرة) في العاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، فقد أكد وقوع انفجار في حي سكني بالمديرية أوقع ضحايا مدنيين.
وقال: إن "ثلاثة مواطنين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا، اصيبوا باصابات متفاوتة جراء انفجار مقذوف ناري مجهول النوع والصنع، تم العثور عليه في أحد مقالب القمامة ونقله أحدهم بدافع الفضول إلى آخرين للتعرف عليه".
مضيفا: "إن الشاب (ح، ف، ح) وعمره 18 عامًا، عثر على المقذوف داخل القمامة وقام بنقله إلى اثنين من كبار السن هما (ح، ع، غ، م) 60 عامًا، و(م، ع، ي) 64 عامًا، لطلب المساعدة في التعرف على طبيعته".
وتابع: "إلا أن المقذوف سقط فجأة وانفجر، ما أسفر عن إصابتهم جميعًا بشظايا في مناطق متفرقة من أجسادهم، وقد نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما لا يزال أحدهم يرقد في العناية المركزة نظراً لخطورة حالته".
موضحا أنه تم احتجاز الشاب الذي نقل المقذوف لإجراء التحقيقات القانونية، مرجعة الحادثة إلى الإهمال والجهل بإجراءات السلامة العامة". مشددة على "ضرورة التزام المواطنين بعدم التعامل مع أي أجسام مشبوهة".
يترافق هذا مع استهداف عناصر مسلحة، رجل اعمال وشيخ بارز، بوابل من الرصاص، لدى عودته إلى منزله ليل الاحد (26 اكتوبر)، في محاولة مباشرة لاغتياله، لولا استطاع الفرار بسيارته، وسط انباء عن أن "الاستهداف المسلح جاء بدافع الابتزاز المالي لرجل الاعمال".
تفاصيل: استهداف رجل اعمال بالعاصمة (صور)
وتزامنت محاولة الاغتيال الجديدة في عدن، مع اعتقال مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، الاحد (26 أكتوبر) مسؤولا حكوميا في عدن واقتياده لمكان مجهول، ومن دون ايضاح مبررات الاعتقال او مسوغاته، لأفراد اسرته الذين فجعوا باعتقاله واخفائه حتى الان.
تفاصيل: اعتقال مسؤول حكومي في العاصمة
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
