الاربعاء 2025/10/15 الساعة 07:25 ص

الرئيس العليمي يرد على الزًبيدي (فيديو)

العربي نيوز:

رد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، على الخطاب الانفصالي لعضو المجلس رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزبيدي، في محافظة الضالع، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة "14 اكتوبر" الخالدة.

وقال الرئيس العليمي في خطاب بمناسبة ذكرى ثورة 14 اكتوبر": إنّ "إرث أكتوبر العظيم سيظل شريانا متدفقا في وعي الأجيال اليمنية، يجسّد روح الكفاح من أجل الحرية والاستقلال، ويؤكد مكانة عدن كعاصمة للدولة ومعقل للتنوير، ومقاومة الاستبداد".

مؤكدا واحدية الثورة اليمنية، بقوله: إن "ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن مجرد حدث عابر في التاريخ، بل ولادة جديدة لشعبنا الابي، وصيحة عز في وجه القهر، وتتويج ملهم لتجارب الكفاح المخلص ضد الاستبداد، والاستعمار في شمال الوطن وجنوبه".

وجدد الرئيس العليم تأكيد "التزام المجلس والحكومة بمبدأ الشراكة الوطنية كخيار ثابت لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب اليمني، وفي المقدمة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الارهابية، وإرساء أسس العدل والمواطنة المتساوية.

مشددا على "المضي مع الحكومة والبنك المركزي اليمني في برنامج الاصلاحات الشاملة التي قادت الى تحسن ملحوظ في سعر العملة الوطنية، والسلع الأساسية، والبدء بصرف مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري، وجدولة المتأخرة منها".

ورد الرئيس العليمي على خطاب الزُبيدي، بقوله: إن القضية الجنوبية مركزية في أيّ حل سياسي شامل". وشدد على أن العدالة والمواطنة المتساوية، والشفافية والوضوح هي الطريق الأمثل لصون سيادة الدولة، واستقرارها، وتحقيق الامن والسلام والتنمية".

مضيفا: "لقد علمتنا التجارب، أن الاوطان لا تُبنى بالشعارات، بل بالمسؤوليات المشتركة، وأن التباينات هي حالة طبيعية لتعددية المكونات والقوى الوطنية، طالما كان ذلك تحت سقف الدولة، وسيادة القانون، وعدم المساس بالثوابت، والمصالح العليا للبلاد".

وتابع: "لقد آن الأوان لإغلاق أبواب الشقاق، وان نفتح صفحة العمل المشترك من أجل المستقبل.. المستقبل الذي يبدأ بإسقاط الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وإعادة الاعتبار لخيارات الشعب، وتطلعاته المشروعة في الحرية والسلام، والتنمية".

شاهد .. الرئيس العليمي يرد على الزُبيدي (فيديو)

يأتي هذا بعدما، جدد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي تعهده بفصل جنوب اليمن، بقوله: ""من الضالع مهد الثورة ومصنع الرجال، نُجدد العهد بأننا ماضون على درب استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة".

مضيفا في مهرجان نظمة "الانتقالي" صباح الاثنين (12 اكتوبر)، في الضالع: "المجلس الانتقالي سيظل شريكًا فاعلًا في جهود مكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام وتأمين الممرات البحرية الدولية، كما أن الجنوب سيبقى رأس حربة بمواجهة الحوثي"

وتعرض الزُبيدي لاستهداف مباشر بمسقط رأسه في الضالع، لدى حضوره مهرجانا نظمه "الانتقالي" بمناسبة ذكرى "ثورة 14 اكتوبر". وحشد له الآلاف من مختلف المحافظات، حين تحول المهرجان الى احتجاجات على فساد وفشل وكذب الانتقالي.

تفاصيل: استهداف الزُبيدي بهذه المحافظة (فيديو)

وفتح نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، احمد سعيد بن بريك، النار على الزُبيدي، ووجه في بيان، مساء الاثنين (12 اكتوبر) انتقادات نارية للممارسات القروية والمناطقية والشللية والفساد، التي يتهم بها الزُبيدي في سياق سعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.

تفاصيل: بريك يفتح النار على الزُبيدي (بيان)

سبق ابن بريك، إلى انتقاد الزُبيدي، القيادي الجنوبي والبرلماني صلاح الشنفرة، الذي شن الخميس (9 اكتوبر)، بكلمة مصورة، هجوماً لاذعاً على الزُبيدي، على خلفية تصريحاته الأخيرة عما سماه "ضم محافظتي مأرب وتعز إلى دولة الجنوب القادمة".

بالتوازي، تتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.