العربي نيوز:
أفصحت قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام في الداخل، في أول اعلان رسمي لها، عن تهمة امين عام الحزب غازي احمد علي محسن الاحول، بعد اعتقاله ومدير مكتبه عادل ربيد، في العاصمة صنعاء، صباح الاربعاء (19 اغسطس)، معلنة أنها بدأت السعي للافراج عنه، افشالا لمخطط ضد الحزب.
جاء هذا في تصريح نشرته صحيفة الحزب "الميثاق" بنسختها الصادرة من العاصمة صنعاء، بعددها الاخير، على لسان "مصدر مسؤول" في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي، قال فيه: "إن قيادة المؤتمر العليا تتواصل مع قيادة أنصار الله للإفراج عن الأمين العام للمؤتمر غازي أحمد علي محسن الأحول".
مضيفا: إن هذه المساعي تأتي بدافع "حرص قيادة المؤتمر على تَماسُك الجبهة الداخلية في مواجهة مختلف المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن وشعبنا الوفي، خاصةً وأن هناك من يسعى إلى بَـثّ الانقسامات لتمرير مشاريعه ومخططاته وأهدافه العدوانية" في تأكيد لتسريبات تورطه مع احمد علي بمخطط ضد الحزب.
في المقابل، خاطب "المصدر المسؤول" في الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، قيادات وقواعد الحزب قائلا: "نهيب بقيادات وأعضاء المؤتمر اأن يكونوا عند مستوى المسئولية التاريخية، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وتَماسُك النسيج الاجتماعي".
والجمعة (22 اغسطس) سرب مقربون من امين عام حزب المؤتمر الشعبي غازي الاحول، معلومات متقاربة عن أن "اعتقال الاستاذ غازي الاحول، ومدير مكتبه عادل ربيد في صنعاء الاربعاء (19 اغسطس) جاء بطلب من قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، بزعم احباط انقلاب داخلي ومحاولة شق صفوف الحزب رفضا لفصل احمد علي عفاش من الحزب".
تفاصيل: اخطر تسريب بشأن اعتقال الاحول
سبقت هذا تسريبات مؤتمرية عن قرارات مرتقبة لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام في الداخل، وُصفت بالجريئة وغير المتوقعة، تطيح بقيادات من الصف الاول للحزب، وتشمل أحمد علي عفاش وذراعه اميين الحزب غازي الاحول واخرين، من شأنها احداث ارباك كبير في المشهد السياسي، بالتزامن مع جهود دولية لاستئناف مفاوضات السلام.
تفاصيل: امين عام ونواب جدد لحزب المؤتمر
وجاءت تسريبات قرارات الفصل لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي، يتصدرهم احمد علي، عقب تحول لافت لموقف قيادة الحزب في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، إثر توجهات التحالف لاعادته الى الواجهة، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".
تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!
يأتي هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي، امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" وصدور حكم بحقه من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين.
تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !
من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات.
تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !
وتحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة بمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين بخطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة ثم عدن قبل تنصيبه وكيلا لاطماع الامارات في الساحل الغربي لليمن.
وشارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق وعمار عفاش في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.