العربي نيوز:
اختطفت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، مسؤولا كبيرا في العاصمة، واقتادته إلى مكان مجهول، بعدما لفقت له تهمة لتسويغ اختطافه على خلفية نشر رأيه في منصات التواصل الاجتماعي، ينتقد فيها فساد المليشيا بالتواطؤ مع ادارة شركة مصافي عدن.
أكدت هذا رسالة رفعها نجل رئيس نقابة شركة مصافي عدن، جواد غسان جواد، إلى النائب العام. شكا فيها اختطاف مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، والده غسان من مجمع النيابات في عدن، واخفائه في مكان مجهول لليوم الثالث على التوالي.
وقال نجل رئيس نقابة شركة مصافي عدن في رسالته: أن والده اعتُقل بحجة تغيّبه عن جلسات المحكمة، رغم أن إشعارات الحضور لم تُسلَّم له". موضحا أن وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات، خالد الحسني، امر بسجن والده فور وصوله إلى مجمع النيابات في خور مكسر".
مضيفا: إن اعتقال والده يأتي على خلفية قضية مرفوعة ضده من إدارة شركة مصافي عدن، بسبب نشر والده كتابات عن الاختلالات في الشركة. وأن وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات امر بسجن والده فور وصوله لمجمع النيابات بحجة تغيبه رغم حضور الضامن زاهر هرهرة.
وتابع نجل رئيس نقابة شركة مصافي عدن، غسان جواد في رسالة شكواه المرفوعة الى النائب العام للجمهورية، قائلا: أن والده، نُقل بعد اعتقاله إلى شرطة العريش، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اللحظة، ولا يعرف وضعه او اين يعتقل، ومصيره غامض". رغم ان القضية مدنية.
يأتي اختطاف مليشيا "الانتقالي الجنوبي" رئيس نقابة شركة مصافي عدن، عقب شهر على بدء رئيس مجلس الوزارء، سالم صالح بن بريك، خطوة جريئة وشجاعة، وتنفيذه السبت (28 يونيو)، زيارة ميدانية هي الاولى له منذ تعيينه رئيسا للحكومة لتحرير لشركة مصافي عدن التي يصفها اقتصاديون بأنها "منجم ذهب".
تفاصيل: رئيس الحكومة يبدأ تحرير منجم ذهب (صور)
وتشهد عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاختطافات والاعتقالات خارج القانون وجرائم الاغتيالات، دون ضبط الجناة.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.