الأحد 2025/06/29 الساعة 03:39 ص

كشف اسباب وفاة خصيم عفاش الاول

العربي نيوز:

كشف سياسيون وادباء واعلاميون، لدى مشاركتهم السبت (28 يونيو) في تركيا بمراسم تشييع جثمان خصيم الرئيس الاسبق علي عفاش، الابرز، الشاعر والاديب الملقب بـ "خطيب ساحات ثورة الشباب" (11 فبراير)، الراحل فؤاد الحميري؛ عن الاسباب الحقيقة وراء وفاته التي فجعت بها الجمعة (27 يونيو) الاوساط السياسية والادبية اليمنية.

وأفاد سياسيون وأدباء وإعلاميون، شاركوا مع جموع غفيرة من اليمنيين المقيمين في تركيا، بتشييع جنازة الراحل فؤاد الحميري، إلى مثواه الاخير في مقبرة "كيليوس" بعد الصلاة عليه في مسجد إحسان مراد بمدينة اسطنبول، إن الراحل "عانى لسنوات من مرض الفشل الكلوي، رغم اجرائه عملية زراعة كلى".

موضحين أن نائب وزير الاعلام سابقا، فؤاد الحميري "توفي بعد معاناة مريرة مع مرض الفشل الكلوي، وكان أجرى عملية زراعة كلى ناجحة عام 2017، لكن مناعته الضعيفة وتبعات المرض تسببت في تدهور صحته مجددًا، حيث دخل في غيبوبة استمرت أسبوعين قبل أن يفارق الحياة اليوم في إسطنبول".

وتتابع بيانات النعي وبرقيات التعازي والمواساة إلى اسرة الراحل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وعضو المجلس الدكتور عبدالله العليمي باوزير، ووزارة الاعلام والثقافة والسياحة، ومنتدى الادباء، وأدباء وشعراء وسياسيون واعلاميون، أكدوا "فاجعة الرحيل المبكر للشاعر والخطيب المفوه فؤاد الحميري".

جاء بين أوائل وابرز من نعوا الراحل، الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية، الحائزة جائزة نوبل الدولية للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، وقالت في نعي على حائطها بمنصة "فيس بوك": "ببالغ الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة الشاعر والحقوقي الكبير فؤاد الحميري، المعروف بانحيازه لقضايا اليمنيين العادلة".

مضيفة: "لقد خسر اليمن برحيله شخصية وطنية جديرة بالاحترام، كرّست قلمها وصوتها للمطالبة باستعادة الدولة وإنهاء هيمنة المليشيات على مقدرات الشعب اليمني". وبالمثل عدد ادباء وسياسيون مناقب الفقيد واسهاماته البارزة في الساحة السياسية والادبية والثقافية، منذ كان فتى يافعا في مقتبل العمر.

والشاعر والخطيب المفوه فؤاد الحميري، من مواليد عام 1978 في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز، حيث تلقى تعليمه الاولي ثم تعليمه العام والثانوي، ثم انتقل الى العاصمة صنعاء والتحق بجامعة صنعاء، حيث حصل على شهادة الليسانس من كلية الشريعة والقانون، ما مكن نشاطه الحقوقي المبكر.

عُرف الراحل بنشاطه الاجتماعي والحقوقي والادبي، مبكرا، وعمل مدرباً في مجال حقوق الإنسان، وخطيبًا لجامع الرحمن بصنعاء، ومع اندلاع ثورة الشباب الشعبية السلمية في 11 فبراير من عام 2011م، كان في مقدمة صفوف الشباب الثائرين على النظام العائلي الفاسد للرئيس الاسبق علي عفاش.

وشغل الراحل فؤاد الحميري موقع الناطق الرسمي باسم شباب الثورة، وعضوًا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشباب. وكان أحد أبرز وجوه ثورة فبراير 2011، وواحداً من أهم الأصوات الإعلامية والخطابية التي واجهت نظام علي عفاش، وظل منذ ذلك الحين رمزًا للثورة وأحد أعلامها المخلصين.

قاد الحميري واحدة من أبرز فعاليات الثورة اليمنية، مسيرة السيارات الشهيرة عام 2011، كما أُصيب خلال مشاركته في جمعة الكرامة، وكان صاحب أول برنامج تلفزيوني ثوري حمل عنوان "صدى التغيير" على قناة "سهيل"، بجانب كتابته لسنوات عمودًا صحفيًا بعنوان المقامات الحميرية في صحيفة “اليقين”.

وعقب نجاح ثورة الشباب في الاطاحة بنظام عفاش العائلي، تنقّل خطيب ساحات الثورة، الراحل فؤاد الحميري بين عدة أدوار بارزة؛ كان اهمها عضويته في مؤتمر الحوار الوطني، وشغله منصب نائب وزير الإعلام في حكومة الوفاق الوطني، حتى قيام انقلاب علي عفاش مع جماعة الحوثي في سبتمبر 2014م.

يُعد الراحل فؤاد الحميري من الشعراء الذين برزوا مطلع الألفية الثالثة، وإلى جانب نشاطه الحقوقي والسياسي، عُرف الحميري بإسهاماته الأدبية والثقافية، وترك خلفه ديوانين شعريين هما: "شمس النضال" و"مقاوم مع سبق الإصرار"، ومسرحية شعرية بعنوان "الأبالسة"، وكثيرا ما تحولت قصائده الى اهازيج شعبية.

يشار إلى أن الشاعر وخطيب الساحات، فؤاد الحميري، رحل عن عمر ناهز 47 عامًا، مخلفًا خمسة من الأبناء وحزنا واسعا في الاوساط الثقافية والادبية والاعلامية اليمنية، وإرثًا نضاليًا وثقافيًا سيظل محفورًا في ذاكرة اليمنيين وكل من حملوا حلم التغيير والدولة اليمنية المدنية الحديثة، المستقلة والعدالة والناهضة.