العربي نيوز:
أكدت مصادر محلية وعسكرية متطابقة، أن احدى جزر اليمن سقطت بأيدي مرتزقة اجانب مسلحين، بتواطؤ من المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأفادت المصادر المتطابقة، بأن "بوصول دفعة اخرى من المسلحين المرتزقة الافارقة إلى جزيرة عبدالكوري التابعة لمحافظة ارخبيل سقطرى، انضموا الى دفعة سابقة من المسلحين كانت وصلت الى الجزيرة قبل عشرة ايام تقريبا".
موضحة أن "دفعتي المسلحين المرتزقة الافارقة جرى نقلهم بحريا بسفن اماراتية من احد الاقاليم الصومالية، وتمركزتا في القاعدة العسكرية الجوية التي شيدتها الامارات في جزيرة عبدالكوري، طوال العامين الماضيين خلف الاضواء".
وكشفت وكالات ومواقع اجنبية متخصصة في الطيران والمطارات، نهاية العام 2024م عن اعمال تشييد مطار غامض في جزيرة عبدالكوري، وبناء مدرج طيران يسمح بهبوط واقلاع الطائرات الكبيرة". مؤكدة ان "مواصفات المطار عسكرية".
تفاصيل: قاعدة اسرائيلية بجزيرة يمنية !! (صور)
لكن الامارات وذراعها السياسي والعسكري في جنوب اليمن، ممثلا في "المجلس الانتقالي الجنوبي" اضطرا للافصاح عن المطار رسميا الخميس (20 مارس)، ورتبت فعالية باسم "افتتاح مطار جزيرة عبدالكوري في جزيرة سقطرى بتمويل اماراتي".
ونقلت طائرة تابعة لمؤسسة خليفة الاماراتية (واجهة النفوذ العسكري والاستخباراتي الاماراتي في سقطرى)، وزير النقل المحسوب على "الانتقالي" عبدالسلام حُميد برفقة محافظ سقطرى المُعين من "الانتقالي" رأفت الثقلي، للمشاركة في افتتاح المطار.
شاهد .. الامارات تشهر عن مطار "عبدالكوري" (فيديو)
زعمت وسائل اعلام "الانتقالي"، إن تشييد وافتتاح المطار جاء بتوجيهات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، بالتزامن مع زيارته الاولى للجزيرة". وقالت إن "تشييد المطار جاء لخدمة التنمية في الجزيرة وربطها بجزيرة سقطرى".
وانكب وزير النقل التابع لـ "الانتقالي" عبدالسلام حُميد للتعبير عما سماه "ايات الشكر والتقدير لدولة الامارات الشقيقة على تمويلها تشييد المطار في جزيرة عبدالكوري، ومشاريع عدة في هذه الجزيرة وجزر ارخبيل سقطرى عموما". حسب تعبيره.
شاهد .. الانتقالي يشهر عن مطار جزيرة "عبدالكوري" (فيديو)
ظهرت في مشاهد الفيديو، انتشار رايات علم الامارات وهيمنتها على الجزيرة ومطارها الذي ظهر تصميمه عسكريا صرفا، مقتصرا على برج مراقبة ومدرج طيران، ومرافق ملحقة مخصصة سكنا للقوات العسكرية وآلياتهم. حسب ما كشفته التقارير الاجنبية.
ومطلع يناير 2025م، كشف تقرير نشره موقع "The Maritime Executive" يتحدث عن قرب الانتهاء من تشييد مطار وصفه بـ "الغامض" في أرخبيل سقطرى اليمنية، وتحديدا في جزيرة عبد الكوري، يبلغ طول مدرجه 2400 متر، وبمواصفات عسكرية.
الموقع الامريكي اوضح أن عمليات استكمال المطار متسارعة و"خلال الفترة الفاصلة بين اليومين الخمسة، تم رسم خارطة المطار أيضًا على الطرف الشمالي البعيد للمدرج بالكامل، على الجانب البعيد من الفجوة". وقال: إن "العمليات المتسارعة تأتي في سياق تصاعد الصراع حول اليمن وتهديدات الحوثيين للملاحة".
مضيفا: "مع تزايد خطر تصعيد الصراع حول اليمن والقنوات البحرية المحيطة به، بدأت إسرائيل في توسيع نطاق هجماتها على الحوثيين لتشمل الموانئ وسلاسل الإمداد". وأردف: "وحث بعض المعلقين على فرض حصار كامل على اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، والحركة بين ايران واليمن".
وتابع الموقع: إن "الاستجابة بسرعة لشن هجوم على سفينة تجارية، يحتاج الان عمومًا إلى مرافقة بحرية قريبة أو حاملة طائرات. ومع ذلك، يحتاج معظم خصوم الحوثيين إلى الإطلاق من مطارات تبعد آلاف الكيلومترات، مما يمثل تحديات في مجال الاستخبارات والاستهداف والتزود بالوقود".
مشيرا إلى أن الوضع الراهن في مواجهة الهجمات الحوثية المتواصلة في البحرين العربي والاحمر وخليج عدن، منذ اكتوبر 2023م، لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والسفن المتجهة اليه والدول الداعمة له، هذا الوضع "يجعل من المستحيل الاستجابة السريعة لموقف تكتيكي متطور". حسب تعبيره.
وقال: إن "المطار يقع على جزيرة عبد الكوري اليمنية - بجوار قناة جاردافوي – ويكتسب أهمية استراتيجية أكبر. فالطائرات التي تحلق من عبد الكوري ستسيطر على قنوات الشحن عبر خليج عدن إلى مضيق باب المندب، ويمكنها الحفاظ على وجود مستمر أو القدرة على الاستجابة السريعة لشن مهام تكتيكية ردًا على التهديدات العابرة للشحن التجاري".
مضيفا: "بدأ العمل في المطار على عبد الكوري في عام 2021، لكنه تقدم ببطء. لعدة أشهر متتالية، لم يكن هناك تقدم واضح. ولكن في الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة العمل. واعتبارًا من 23 ديسمبر، تم الانتهاء من 1800 متر من المدرج، وتم طلائه بعلامات المسافة ومفاتيح البيانو في الطرف الجنوبي".
وتابع: "كما تم تعبيد ساحة الانتظار - على الرغم من أنها ربما تكون كبيرة بما يكفي فقط لاستدارة الطائرات الزائرة". لكنه اكد أن "المدرج - عند الانتهاء منه - يتمتع بالقوة الكافية لدعم مجموعة كاملة من الطائرات الهجومية والاستطلاعية البحرية وطائرات النقل الثقيلة" في اشارة للطائرات العسكرية العملاقة.
كاشفا عن انه "تم تشغيل مصنع سحق على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الغربي، مع شاحنات تنقل المواد الخام لبناء أسس كافية لتحمل وزن الطائرات الكبيرة". وأنه "تم بناء ما يبدو أنه ثكنة بها عشرة منازل جديدة في خيصة صالح، على بعد أربعة أميال إلى الغرب من المطار، مع ظهور علامات الاستخدام الكثيف على الطريق بينهما".
وقال الموقع الامريكي في تقريره، المثير للصدمة وتبعا للجدل في اليمن: "يبدو أن رصيفًا جديدًا قد بُني على الشاطئ في كيليميا، مواجهًا للجنوب وفي ظل الجزيرة وبالتالي فهو محمي بشكل أفضل من هجوم الطائرات بدون طيار الحوثية المحتمل مقارنة بالرصيف المعرض للعاصفة والذي كان يستخدم سابقًا على الساحل الشمالي".
مضيفا: "هناك شكل من أشكال موقع المرافق على أعلى نقطة من تلة يبلغ ارتفاعها 100 متر إلى الغرب من الطرف الشمالي للمطار ومجاورة له. يطل موقع قمة التل على الساحل الشمالي، ويخدمه طريق مستخدم جيدًا، وقد تم احتلاله واستخدامه لمدة 15 عامًا على الأقل. الغرض من الموقع غير واضح".
وتابع: "ولكن يمكن أن يكون هوائي راديو أو موقع ضخ مياه. كما سيكون في وضع جيد لتلبية احتياجات الاتصالات للمطار". لكنه استدرك: "ربما يرتبط بالشائعات المتداولة في الصحافة اليمنية بأنه كان يعمل كمحطة لجمع المعلومات الاستخبارية، وجذب الموقع اهتمام التصوير عبر الأقمار الصناعية في أكتوبر".
متوقعا انجاز القاعدة الجوية خلال اسابيع، بقوله: "وبالمعدل الذي يتقدم به العمل، فإن المطار سيكون قادراً على استضافة عمليات بدائية في غضون أسابيع، وعند هذه النقطة قد يصبح من الواضح لمن ولأي غرض تم بناء هذا المطار الذي يهيمن على المداخل البحرية لخليج عدن". حد تعبيره.
واختتم بقوله: "وعلى أقل تقدير يمكن أن يكون مفيداً كمطار تحويلي في حالات الطوارئ. وعلى غرار ملحمة دييغو جارسيا، فمن المرجح أن يكون قد تم بناؤه على حساب السكان المحليين وليس من أجل المنفعة الإنسانية لهم، إذا سُمح لأي منهم بالبقاء على الجزيرة بمجرد بدء عمليات الطيران".
في السياق، كانت منصة The Intel Lab المتخصصة في مراقبة الأصول العسكرية، قد كشفت مطلع نوفمبر 2022م عن تحركات إماراتية في جزيرة عبدالكوري بينها البدء في تشييد مطار عسكري. ونشرت صورة جديدة حينها على حسابها في تويتر تكشف تحركات أبو ظبي في جزيرة عبد الكوري".
وقالت: إن الصورة والتي هي عبر الاقمار الاصطناعية تظهر مزيد من الأدلة على العسكرة الزاحفة لموقع التراث العالمي بواسطة الإمارات. كما تكشف أيضا حجم الإنشاء الأولي لمطار الإمارات في جزيرة عبد الكوري ( كيلميا ) وهي جزء من جزيرة سقطرى اليمنية، الواقعة على المحيط الهندي، جنوبي اليمن.
شاهد .. الكشف عن قاعدة اسرائيية بجزيرة يمنية
يشار إلى أن جزيرة عبدالكوري تقع ضمن أرخبيل سقطرى، وتبعد عن الاخيرة 120 كم ، وتبلغ مساحتها 133 كم مربع، وهي ثاني أهم جزيرة بعد أرخبيل سقطرى. وتعد جزيرة عبدالكوري إحدى أهم الجزر التي تقع بالقرب من القرن الإفريقي، وذات أهمية اقتصادية وتضم 6 قطاعات نفطية، وتدخل ضمن اجندة الاطماع الاماراتية في الجزر والسواحل والموانئ اليمنية.