الاثنين 2025/03/10 الساعة 09:48 ص

طارق عفاش يحيل مدينة سكنا للاشباح (فيديو)

العربي نيوز:

اصدر طارق عفاش قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، توجيهات حازمة قضت بإغلاق مدينة واخلائها من السكان وتحويلها الى مدينة اشباح، لاغراض عسكرية.

كشف هذا سياسيون واعلاميون انتقدوا الحالة الراهنة لمدينة البرح التابعة اداريا لمحافظة تعز، واستمرارها منطقة مغلقة وخالية من السكان في ظل منع سكانها من العودة اليها ومنازلهم التي هجروها جراء المعارك التي شهدتها المدينة قبل سنوات.

ونشرت منصة "أخبار- تعز" مشاهد فيديو من مدينة البرح، تظهر المدينة ذات الشوارع الازفلتية والنهضة السكنية خالية من السكان والحركة التجارية التي ظلت نشطة فيها على نحو ينافس مدينة وميناء المخا، قبل ان تتسبب المعارك بتهجير سكانها.

المنصة الاخبارية التي يتباع صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي قرابة نصف مليون متابع، علقت على حال مدينة البرح بقولها: "مدينة مهجورة أصبحت". وأردفت: "لا مستفيد الا طارق من هذا الوضع" في اشارة لاتخاذ طارق لها جيبا عسكريا. 

بقيت مدينة البرح عقب توقف المعارك إثر اعلان الامم المتحدة الهدنة مطلع ابريل 2022م، منطقة تماس بين جبهات جماعة الحوثي وقوات طارق عفاش الذي منع عودة ساكنيها واتخذ من مناطق سيطرته في المدينة جيبا عسكريا ومنطقة مغلقة.

شاهد .. طارق عفاش يحول البرح مدينة اشباح (فيديو)

وقال الناشط البارز، عبدالله خليدي في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي: "هذه مدينة البرح غربي تعز التي كانت من أفضل المدن والسوق فيها لا يتوقف على مدار الساعة.. أصبحت اليوم مهجورة بسبب الحرب".

من جهتهم، اشار ناشطون إلى أن تعمد طارق عفاش التي تتمركز قواته في مفرق الوازعية، جعل مناطق سيطرته في المدينة مغلقة عسكريا ومنع عودة ساكنيها "يسعى إلى الاستيلاء على المنازل والاراضي لاغراض استثمارية شخصية".

تضاف مدينة البرح إلى مدينة المخا، التي يسيطر طارق عفاش عليها ويستحوذ على ايرادات مينائها ومطارها، ضمن حرمان تعز من مواردها وسعيه الى اذلالها وسكانها". حسب سياسيين وتظاهرات احتجاجية شعبية في تعز، تطالب بتحرير المخا.

تفاصيل: تعز تنتفض على طارق عفاش لهذا السبب (فيديو)

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.

كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها  قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

شارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

يسعى طارق عفاش إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر

يشار إلى أن الامارات تراهن على مليشيات "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" وطارق عفاش، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على ساحلي اليمن الغربي والجنوبي وباب المندب، وخطوط الملاحة الدولية.