الاربعاء 2025/09/10 الساعة 10:28 ص

اعلان امريكي ضد الوزير الارياني!

العربي نيوز:

صدر من الولايات المتحدة الامريكية، اعلان مفاجئ وصادم، ضد وزير الاعلام والثقافة والسياحة وناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الارياني، يتضمن تهديدا مباشرا وصريحا لمصادقية الحكومة اليمنية، وموثوقية اعلاناتها وبياناتها الرسمية في قادم الايام، جراء التصريحات والبيانات المتسرعة لناطق الحكومة، واستباقها انكشاف الحقائق باتهامات ومعلومات يظهر بطلانها.

جاء هذا في تقرير لوكالة الانباء الامريكية (أسوشيتد برس) الشهيرة عالميا، عن نتائج التحقيقات في انقطاع اربعة من كابلات اتصالات الانترنت في البحر الاحمر، وكشفها عن هوية المتسبب الرئيسي في انقطاع الكابلات، وأنه سفينة تجارية اسقطت مرساها وعند سحبها اثناء حركتها جرت الكابلات الاربعة وتسببت بقطعها، وتضرر خدمة الانترنت بقرابة 10 دول، وليس جماعة الحوثي.

وتراجعت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقريرها الاربعاء (9 سبتمبر)، عمَّا كانت نقلته عن وزير الاعلام والثقافة والسياحة وناطق الحكومة اليمنية، معمر الارياني، في تقريرها الاثنين (8 سبتمبر)، من اتهام لجماعة الحوثي باستهداف الكابلات، وقوله في بيان: إن انقطاع الكابلات "يعكس الدور التخريبي لمليشيا الحوثي في تقويض البنية التحتية الرقمية العالمية، وتهديد أمن الإنترنت العالمي".

مستبعدة، قول الارياني: إن تعرض عدة كابلات بحرية دولية للقطع في البحر الأحمر "لا يمكن عزله عن سلسلة الهجمات المباشرة التي شنتها ميليشيا الحوثي". وأردف: "إن ما يحدث اليوم في البحر الأحمر ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي، الذي يجب أن يتخذ موقفًا حازمًا لوقف هذه التهديدات المتصاعدة وحماية البنية التحتية الرقمية التي تُعدّ شريان الحياة للعالم الحديث".

وأشارت الوكالة الامريكية للانباء في تقريرها إلى أنه "في أوائل عام 2024، زعمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في المنفى أن الحوثيين خططوا لمهاجمة كابلات بحرية في البحر الأحمر. وقد تم قطع العديد منها، ربما بسبب سفينة هاجمها الحوثيون وهي تسحب مرساها، لكن المتمردين نفوا مسؤوليتهم". لافتة إلى "ارتباط هجمات الحوثيين البحرية بالحرب بين اسرائيل وحماس في غزة".

كما نقلت الوكالة عن مدير العمليات في اللجنة الدولية لحماية الكابلات البحرية (ICPC)، جون وورتسلي، نفيه روايات مهاجمة الكابلات، وقوله: "يشير التحليل المستقل إلى أن أضرار الكابلات ناتجة عن نشاط الشحن التجاري في المنطقة". مضيفا: "الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية من المراسي المسحوبة تشكل حوالي 30٪ من الحوادث سنويا، وتمثل ما يقارب 60 حالة عطل".

وعزز هذا، تصريح مدير تحليل الإنترنت في شركة Kentik، دوغ مادوري، لوكالة "أسوشيتد برس" الامريكية للانباء. قال فيه: إن "الافتراض العملي هو أن سفينة تجارية أسقطت مرساتها وعند سحبها أثناء تحركها جرّت الكابلات الأربعة ما ادى لقطعها". وأردف: "بعض الكابلات التي تمر عبر البحر الأحمر على أعماق ضحلة، ما يجعلها أكثر عرضة للتلف بسبب مراسي السفن".

مضيفا: "يبدو أن 10 دول على الأقل في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط قد تأثرت بانقطاع الكابلات. من بينها الهند وباكستان والإمارات العربية المتحدة"، واستدرك قائلا: "لا أحد معطل تمامًا، لكن كل مزود خدمة فقد جزءًا من نقله الدولي. لذا، تخيل أن هذا يُشبه انقطاعًا في أنابيب المياه، حيث تفقد كمية من المياه المتدفقة عبر الأنابيب،.. وبالتالي تقلّ كمية المياه التي تحملها".

وأعلنت اللجنة الدولية لحماية الكابلات (ICPC)، في تصريح صحفي: إن نهاية الاسبوع الفائت شهدت انقطاع اربعة من اصل "15 كابلًا بحريًا يمر عبر مضيق باب المندب الضيق، وهو المصب الجنوبي للبحر الأحمر الذي يفصل شرق إفريقيا عن شبه الجزيرة العربية". وقالت: "خلال عطلة نهاية الأسبوع، حددت السلطات في عدة دول الكابلات المتضررة على أنها اربعة كابلات".

موضحة أن الكابلات الاربعة المتضررة "كابل جنوب شرق آسيا - الشرق الأوسط - غرب أوروبا 4، وكابل الهند - الشرق الأوسط - غرب أوروبا، وكابل FALCON GCX. وتوسعت هذه القائمة يوم الثلاثاء لتشمل كابل Europe India Gateway أيضًا، وفقًا لما ذكره دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة Kentik". حسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الامريكية للانباء.

بدورها، أعلنت شركة "مايكروسوفت" العالمية، عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين (8 سبتمبر)، أن منطقة الشرق الأوسط "قد تشهد زيادة في زمن الوصول بسبب انقطاعات في الألياف الضوئية البحرية في البحر الأحمر". ومع ان الشركة التي تتخذ من ريدموند بواشنطن مقرًا لها، لم تُفصّل الأمر فورًا، إلا أنها أكدت أن حركة الإنترنت التي لا تمر عبر الشرق الأوسط "لم تتأثر".

وأشارت شركة الاتصالات الباكستانية المحدودة، وهي شركة اتصالات عملاقة في ذلك البلد، إلى حدوث الانقطاعات في بيان صدر يوم السبت. ولم تُقرّ السلطات في السعودية والامارات بالانقطاع، رغم شكوى المستخدمين من بطء سرعة الانترنت، لكن السلطات في الكويت أفادت بقطع كابل FALCON GCX الممتد عبر البحر الأحمر، تسبب في انقطاعات الخدمة فيها.

وفقا للجنة الدولية فإن "التقارير الأولية أشارت إلى أن الانقطاع حدث قبالة سواحل جدة بالمملكة العربية السعودية، وهو أمر لم تعترف به السلطات في المملكة، ولا الشركات التي تدير الكابلات". ما شكك في روايات ربطت بين موقع انقطاع الكابلات واخر هجوم نفذته جماعة الحوثي على سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به، قبالة ميناء ينبع السعودي، شمالي البحر الاحمر.

وفي هذا، كانت شركة "نت بلوكس" التي تراقب الوصول إلى الإنترنت، أعلنت بوقت سابق، أن "سلسلة من انقطاعات الكابلات البحرية في البحر الأحمر أدت إلى تدهور اتصال الإنترنت في عدة دول"، من بينها الهند وباكستان، على حد قولها. وألقت باللوم على "الأعطال التي أثرت على أنظمة الكابلات SMW4 وIMEWE بالقرب من جدة، في المملكة العربية السعودية".

حسب شركات متخصصة فإن الحادث أثر بشكل مباشر على خدمات الإنترنت في دول تشمل الهند، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، والأردن، والسعودية، واليمن، وكينيا، وتنزانيا، وجنوب إفريقيا، إضافة إلى دول أخرى في المنطقة. ومع أن الاتصالات استُعيدت جزئياً عبر خطوط بديلة، إلا أن كثيرا من المستخدمين ما يزالون يعانون من بطء في السرعة أو تقطع الخدمة.

ووفقا للجنة الدولية لحماية الكابلات البحرية (ICPC) فإن فرق الصيانة في الوقت الراهن، تعمل على تحديد مواقع الأعطال بدقة وبدء عمليات الإصلاح. منوهة إلى أن عمليات اصلاح الاعطال قد تستغرق أسابيع في بعض الحالات، ويتوقع أن تبلغ كلفة الإصلاحات ملايين الدولارات، بينما تُقدر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن توقف الإنترنت بعشرات المليارات في الاقتصادات المتضررة.

يشار إلى أن الاتصالات الدولية عبر الإنترنت حول العالم تعتمد بنسبة كبيرة على الكابلات البحرية، البالغ عددها اكثر من 300 كيبل تمتد بطول 550 الف ميل بحري على اعماق تتراوح بين 24 الف قدم و1000 قدم، وتكفي لتلتف حول الكرة الارضية 22 مرة، وتعد المسؤولة عن نقل99% من البيانات الدولية. في حين تستخم الكابلات الارضية والاقمار الاصطناعية كبدائل محدودة وبطيئة نسبياً. ما يكسب كابلات الانترنت البحرية اهمية كبرى تجعل أي توقف طويل الأمد في عملها سببا بتأثيرات اقتصادية واجتماعية عميقة.