العربي نيوز:
وردت للتو انباء سارة تحمل بشرى كبيرة لملايين اليمنيين بانقشاع جانب كبير من معاناتهم المريرة المتفاقمة جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، إثر توصل الحكومة الشرعية إلى اتفاق مع جماعة الحوثي الانقلابية على فتح واحدة من اهم الطرق الحيوية في البلاد.
أكدت هذا قناة "الحدث" السعودية، وبثت تقريرا من طريق "الكمب- جولة القصر" التي تربط مدينة الحوبان الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بمدينة تعز الواقعة تحت سلطات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، ورافقت اتفاق فتح الطريق على مدار الاربع وعشرين ساعة خلال رمضان.
وأشارت القناة الى أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي وجه بإعادة فتح الطريق على مدار الساعة (نهارا وليلا) طوال ايام شهر رمضان، بعد اعلان سلطات جماعة الحوثي استعدادها لفتح الطريق من جانبها طوال الاربع وعشرين ساعة خلال ايام شهر رمضان.
جاءت توجيهات الرئيس العليمي عقب ايام على تحفظ الاجهزة الامنية والعسكرية والسلطة المحلية في مدينة تعز على التجاوب مع اعلان جماعة الحوثي لأسباب عزتها إلى "مخاوف امنية من ان يكون فتح الطريق على مدار الساعة مقدمة لمحاولة او مساعي تقدم الحوثيين داخل المدينة".
وأعلنت الأجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية في محافظة تعز، عن استكمال الترتيبات اللازمة لفتح المنفذ الشرقي لمدينة تعز، وتأمين فتح طريق "الكمب- جولة القصر" الرئيسية التي تربط مدينة تعز بمنطقة الحوبان بشكل دائم على مدار الساعة خلال أيام شهر رمضان، ابتداء من الخميس.
شاهد .. اتفاق فتح طريق الحوبان على مدار الساعة (فيديو)
تأتي هذه التطورات السارة، بعدما كان ملايين المواطنين في محافظة تعز، تلقوا نبأ فاجعا وصادما، عكر اجواء استقبالهم شهر رمضان المبارك وأولى ايام صيامهم، بعدما كانوا استبشروا خيرا باعلانات متزامنة تعدهم بانفراجة كبرى لأكبر مصادر معاناتهم المريرة جراء تداعيات الحرب.
وكشفت مصادر سياسية ومحلية متطابقة في محافظة تعز، الاثنين (3 مارس) عن "فشل الجهود الهادفة لفتح طريق تعز -الحوبان على مدار اليوم والليلة طوال أيام شهر رمضان" بعد أيام من إعلان السلطات الحكومية وجماعة الحوثي الانقلابية مبادرتهما لفتح الطريق الحيوي على مدار الساعة.
موضحة في تصريحات متطابقة أن "الجهود التي بذلت خلال الأيام الماضية لفتح طريق تعز- الحوبان على مدار الاربع وعشرين ساعة لتشمل ساعات الليل خلال شهر رمضان، باءت بالفشل حتى الان". جراء "مخاوف امنية لدى السلطات الشرعية من استغلال فتح الطريق للتوغل عسكريا".
وأكدت أن "طريق تعز-الحوبان، في هذه الاثناء مفتوحة خلال ساعات النهار، كما كانت منذ مبادرة جماعة الحوثي في يونيو من العام الماضي الى الاعلان عن فتحها، وتجاوب السلطات الحكومية الشرعية في تعز بازالة الحواجز الترابية والاسمنتية من اجزاء الطريق الواقعة في مناطقها".
مرجعة هذا التعثر إلى أن "سلطات تعز طالبت بضمانات لعدم استغلال عملية الفتح لشن هجمات على القوات الحكومية"، في حين أعلنت سلطات جماعة الحوثي في الحوبان عن التزامها بمبادرتها المعلنة وقالت إنها "ولليوم الثالثة من بداية شهر رمضان المبارك فتحت الطريق من جانبها".
موضحة أن "طريق منفذ القصر الكمب من الحوبان إلى وسط المدينه والعكس مفتوحة في ساعات الليل الى جانب ساعات النهار" من جانب الجماعة،وأنه "بالرغم من اعلان بعض قيادات الطرف الاخر الترحيب الا انه لم تصدر تعليماتها للقيادات الميدانيه وافرادهم في نقاطهم الامامية بكلية الطب".
وزعمت أن السلطات المحلية الشرعية في تعز لم تبلغ النقاط الامنية الحكومية بـ "السماح بمرور المواطنيين والعبور في ساعات المساء حتى مطلع الفجر". وأنهم "قاموا فقط من جانبهم باستثناء باصات نقل عمال الشركات والمصانع الذي سمحوا لهم بالدخول والخروج في اي وقت بالمساء".
والاثنين (24 فبراير) اعلنت الشرعية اليمنية، عن انفراج جديد في ازمة ومعاناة المواطنين الناجمة عن تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، على الاوضاع المعيشية والخدمية والانسانية، بدءا بتقارب مع جماعة الحوثي الانقلابية، بشأن تخفيف معاناة اغلاق الطرق والمنافذ في تعز.
جاء هذا في تصريح لوكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي، خلال زيارة ميدانية نفذها لمتابعة سير العمل في "طريق الكمب - جولة القصر"، والاجراءات المتعلقة بالتجاوب مع اعلان جماعة الحوثي الانقلابية استعدادها تسهيل العبور من الطريق خلال شهر رمضان، على مدار الاربع وعشرين ساعة، لتخفيف معاناة المواطنين.
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) إن "وكيل محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي استمع من المعنيين إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه سير العمل، مؤكداً توفير كافة الإمكانيات لتسهيل العمل وتسهيل تنقلات المواطنين إلى المحافظة والى خارج المدينة. وحث الاجهزة الامنية على تسهيل الاجراءات للمواطنين أثناء مرورهم من النقاط الأمنية".
شاهد .. اعلان انفراج كبير لمعاناة المواطنين
جاء هذا عقب اعلان جماعة الحوثي، مساء الاربعاء (19 فبراير) على لسان المُعين من جماعة الحوثي قائما باعمال محافظ تعز، احمد أمين المساوي، استعدادها تمديد فتح طريق "تعز - الحوبان" الاستراتيجي لحياة ملايين اليمنيين، على مدار الاربع وعشرين ساعة، خلال شهر رمضان المقبل.
وقال القيادي الحوثي، المساوي، في تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا): "مستعدون لاستمرار فتح طريق الحوبان قصر الشعب الكمب 24 ساعة يوميا خلال شهر رمضان". معتبرا أن "تخفيف معاناة المواطنين واجب ديني وإنساني".
لكنه في المقابل، طالب سلطات الشرعية في محافظة تعز بمبادرة مماثلة، قائلا: "نتطلع أن يقابل ذلك الأطراف المعنية الاخرى في مدينة تعز بعقلانية واهتمام، حرصا على المواطنيين في محافظة تعز بتسهيل حركة المواطنين". حسب تعبيره.
وأضاف: إن المواطنين "يستحقون منا بذل اقصى الجهود لخدمتهم ومواصلة الليل بالنهار للعناية والاهتمام بامنهم واستقرارهم". معتبرا أن فتح الطرقات وتسهيل حركة المواطنين والتخفيف من معاناة الأهالي "واجب ديني وإنساني خاصة في هذا الشهر الفضيل".
شاهد .. الحوثيون يعلنون مبادرة جديدة بشأن تعز
يأتي هذا بعد قرابة نصف عام على إعادة فتح جماعة الحوثي المنفذ الشرقي لمدينة تعز، الذي يربط منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرتها مع مدينة تعز، في يونيو من العام الماضي بعد ضغوطات أممية كبيرة، أمام حركة السيارات دون شاحنات البضائع.
وفتحت الجماعة طريق (الحوبان ـ قصر الشعب ـ الكمب) الذي يربط منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرتها مع مدينة تعز، في يونيو 2024م أمام حركة السيارات دون شاحنات البضائع خلال ساعات النهار فقط، ولمدة 12 ساعة يومياً (من 6 ص ـ 6 م).
تفاصيل: تعز تتنفس الصعداء وتحتفل بهذا الانفراج (صور+فيديو)
احدثت اعادة فتح المنفذ الشرقي لتعز (طريق الحوبان) انفراجا كبيرا لجانب كبير من معاناة الحصار المفروض على مدينة تعز، منذ بدء الحرب في 2015م، واغلاق الطرقات والمنافذ الواقعة في خطوط التماس بين جبهات المعارك بين الحوثيين وقوات الشرعية في تعز.
لكن المنفذ الشرقي لتعز، المفتوح منذ يونيو 2024م امام حركة السيارات لنقل الركاب دون شاحنات نقل البضائع، ظل يشهد ازدحاما كبيرا، وسط مطالبات بتمديد فتحه على مدار الاربع وعشرين ساعة، بصورة دائمة تتجاوز شهر رمضان الى جميع اشهر العام.
يشار إلى أن مدينة تعز تعاني من تدهور الخدمات وبخاصة الكهرباء والمياه، وتداعيات اغلاق الطرق والمنافذ جراء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي مع مليشيا الحوثي، وما ظلت تعانيه جراء حصار اخر من جهة الساحل، استمرت قوات طارق عفاش، بفرضه على المدينة لسنوات