الخميس 2025/01/30 الساعة 09:02 ص

اغتيال قائد جنوبي بقوات طارق عفاش

العربي نيوز:

اثار غموض ملابسات مقتل قائد عسكري جنوبي رفيع في صفوف قوات طارق عفاش، موجة جدل واسعة تتصاعد، وسط ترجيحات عسكريون وسياسيون تعرضه للتصفية الجسدية من جانب طارق عفاش، ضمن عشرات من الضباط والجنود، المعلن تباعا عن مقتلهم في ظروف غامضة وملابسات مريبة لشكوك التصفية.

ولقي العقيد علي محمد احمد السعيدي، صفوف قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات؛ حتفه في ظروف غامضة، لم يجر الاعلان عنها حتى هذه اللحظة، رغم مسارعة قيادة قوات طارق عفاش إلى تشييع جثمانه ودفنه في المقبرة التابعة لها بمدينة المخا.

اكتفت وسائل إعلام طارق عفاش، ببث خبر ما سمته "توديع المقاومة الوطنية، اليوم الاثنين، بطلها الشهيد العقيد علي محمد أحمد السعيدي، إلى فردوس شهداء حراس الجمهورية بمدينة المخا". دون الاشارة إلى ظروف وملابسات مقتله، وفي اي معركة كان استشهاده، وفي أي من جبهات الساحل الغربي. ما أثار علامات الاستفهام.

شاهد.. تكتم لافت على ملابسات مقتل قائد جنوبي

ومطلع العام 2023، اكتفت وسائل الاعلام الرسمية لطارق عفاش، بإعلان "توديع المقاومة الوطنية، اليوم (13 أبريل 2023م) بطلًا من أبطالها في قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، المقدم صادق علي القاضي، الذي ارتقى في سياق المعركة الوطنية". دون الافصاح عن مكان وزمان وظروف مقتله.

ينتمي المقدم صادق علي القاضي، الذي وصفه اعلام طارق بأنه "التحق في وقت مبكر بالمقاومة الوطنية"، إلى محافظة إب، والتي سبق أن شكا المنتسبون إليها ومحافظة تعز بقوات طارق من اجراءات تعسفية طالت رواتبهم ومخصصاتهم على خلفية ما سموه "عنصرية مناطقية بوصفهم وارد صفر اربعة". 

تفاصيل: اعتداءات تطال قبور منتسبي "حراس" طارق (صور)

وتكرر تساقط العشرات من قيادات قوات طارق عفاش، في ظروف غامضة ووسط تكتم يثير الريبة بنظر مراقبين للشأن اليمني، رأوا انهم "قضوا في تصفيات مدبرة على خلفية الاختلاف مع طارق عفاش والاجندة الاماراتية التي ينصاع لتنفيذها دون اعتراض في مقابل دعم عودة اسرته إلى الحكم في اليمن".

تفاصيل: مقتل قائد أخر بحراس طارق ودفنه بظروف غامضة (اسم + صورة)

سبق المقدم صادق القاضي، إعلان مقتل نائب المسؤول المالي في قوات طارق عفاش، العقيد صدام حسين زياد (في 11 اكتوبر الماضي) في ظروف غامضة ومريبة، زعمت وسائل اعلام طارق انه "قتل جراء سقوطه من الطابق الخامس لأحد فنادق عدن" بينما أكد مقربون من زياد أنه "تعرض لعملية اغتيال".

موضحين أن "اغتيال العقيد زياد تم عقب انشقاقه وهو في طريقه إلى العاصمة صنعاء، إثر اكتشافه معلومات خطيرة عن دور طارق وشقيقه عمار عفاش في مجزرة قصف طيران التحالف مجلس عزاء آل الرويشان في الصالة الكبرى بصنعاء (اكتوبر 2016م)" والتي حصدت 1000 قتيل وجريح من قيادات الدولة المحايدين".

وجاء مِن بين ابرز الضباط في قوات طارق عفاش، الذين قتلوا في ظروف غامضة وتبين لاحقا أنهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب حتى الموت بسجون معسكرات طارق عفاش؛ الرائد محمد علي غشيم، الذي اكدت اسرته انه "اعتقل عندما كان في طريقة الى صنعاء لزيارة والده المريض ومات تحت التعذيب".

كما أعلنت وسائل اعلام طارق عفاش، في (13 مارس 2024م) عن مقتل 5 من ضباط وجنود ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي لليمن بتمويل من الامارات، في ظروف مجهولة ما تزال غامضة، وتعمد "إعلام العسكري" لقوات طارق التكتم عليها.

وسبق مقتل الضباط الخمسة، مقتل العشرات من كبار ضباط الوية قوات طارق عفاش في ظروف ظلت غامضة وسط اتهامات "بتصفية طارق لهم على خلفية معارضة ارتهانه الكامل للامارات". وفق مراقبين لاحظوا أن معظم القتلى من ضباط ومنتسبي قوات طارق عفاش المعلن عن مقتلهم وتشييعهم "ينتمون إلى تعز وإب ومحافظات جنوب البلاد".

تفاصيل: اغتيال 5 من حراس طارق بظروف غامضة (اسماء)

شارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.