الثلاثاء 2025/01/07 الساعة 01:46 ص

بيان عاجل بشأن مخاوف بركان عدن

العربي نيوز:

صدر بيان عاجل، عن هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية، يحسم الجدل المثار بشأن مخاوف نشاط مرتقب وثوران وشيك لبركان عدن العملاق الخامل، إثر رصد انبعاثات بركانية وأدخنة تشير الى احتمالية بدء نشاط بركاني قد يتطور إلى ثوران لثلاثة براكين كبيرة في جمهورية اثيوبيا.

جاء هذا في بيان صادر عن هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الجمعة (3 يناير)، لم يتضمن اي اشارة الى مؤشرات أو احتمالات نشوط بركاني في عدن، وتحدث عن "تغيرات بيئية كبيرة" محتملة قد تحدث انعكاسا لثوران بركاني محتمل في اثيوبيا.

وقال البيان: "وفقًا للتقارير الجيولوجية، فإن بركان "دوفين" الذي كان في حالة سبات يشهد حاليًا مقدمات لنشاط بركاني. ويُضاف إلى ذلك تسجيل نشاط ملحوظ في براكين أخرى بإثيوبيا، تشمل "بركان إرتا آليه" و"بركان فانتال"، مما يجعل إجمالي البراكين النشطة حاليًا ثلاثة".

مضيفا: "تشير البيانات إلى أن المنطقة التي تضربها الزلازل والهزات الأرضية قد تكون على أعتاب ثوران بركاني محتمل، وهو ما قد ينعكس على المناطق المحيطة وقد يسبب تغيرات بيئية كبيرة". داعيا "المجتمع الدولي إلى متابعة التطورات واتخاذ التدابير لضمان السلامة العامة".

كما دعت الهيئة "السلطات والجهات المختصة في المنطقة إلى متابعة التطورات عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة العامة، بعد رصد نشاط جديد في بركان "دوفين" الخامد بإثيوبيا، ومشاهدة انبعاثات بركانية وأدخنة، تشير إلى احتمالية بدء نشاط بركاني قد يتطور إلى ثوران".

شاهد .. بيان لهيئة الجيولوجيا بشأن براكين اثيوبيا

وتقع عدن (مدينة صيرة) على فوهة بركان خامل، يُعدواحدا من اكبر البراهين الخاملة في العالم، حسب دراسة بعثة الجمعية العلمية البريطانية في اربعينيات القرن الماضي، اعلن رئيسها في ختامها أن "براكين العالم التي نشاهدها تثور لن تكون سوى العاب نارية في حال انفجر بركان عدن الخامل".

جاء هذا الاعلان العلمي البريطاني والذي اعقبه تسمية عدن القديمة كريتر (فوهة بركان)، مُصدقا لحديث يروى عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عن علامات ساعة القيامة، وذكر بين اكبر هذه العلامات "نار تخرج من قعر عدن تدفع - وفي وراية تجمع - الناس الى ارض المحشر".

ومطلع نوفمبر الفائت، اكد المركز الوطني لرصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار، وجود نشاط زلزالي وبركاني في اليمن، متحدثا عن زلازل في اليمن بفعل موقعه الجغرافي ونتيجة انفراج خليج عدن والبحر الأحمر والأخدود الافريقي بمعدل 3-5 سم كل عام، مبينا مدى قوتها وتأثيرها.

تفاصيل: رصد نشاط زلزالي وبركاني باليمن (فيديو)

في السياق، سبق أن ظهرت على مشارف العاصمة صنعاء، ببضعة كيلو مترات، منتصف اغسطس 2021م انشقاقات ارضية مشابهة لشقوق ظهرت قبلها بأيام في قاع الحقل بمديرية ضوران انس محافظة ذمار، مثيرة مخاوف من وقوع هزة زلزالية أو زلزال عنيف، على الخط الزلزالي الممتد من محافظة ذمار إلى صنعاء. 

تفاصيل: مقدمات زلزال على مشارف صنعاء (صور)

علميا (جغرافيا وجيولوجيا)، يطل موقع اليمن على صفيحتين من الصفائح السبع لتصدع قشرة الارض، الاولى في البحر الاحمر غربا والثانية في خليج عدن والبحر العربي جنوبا وشرقا، ما يجعله مهددا بالزلازل حال حدوث تصاعد هائل لنشاط الغازات في عمق البحرين النشطين زلزاليا.

وشهد اليمن تاريخيا هزات زلزالية قوية، ابرزها خلال القرن الماضي، حسب تقرير لهيئة امريكية متخصصة "زلزال عام 1909م أدى لقتل 300 شخص وتدمير 400 منزل، وزلزال عام 1941م أدى لقتل 1200 شخص و تدمير1400 منزل، وزلازلان في عامي 1955م و1959م".

لكن أعنف الزلازل التي ضربت اليمن، كان في 13 ديسمبر 1982م، وضرب مناطق بمحافظة ذمار على بعد 7 كيلومترات جنوبي العاصمة صنعاء، بقوة 6 درجات، بمقياس رختر، وشمل مساحة 5 كيلومترات، وشعر بهزاته الارتدادية في مناطق شمال اليمن وجنوبه.

وفقا لتقرير لهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، فقد "خلف الحدث الرئيسي وتوابعه من الهزات الإرتدادية مناطق دمار كبيرة في مدينة ذمار وآنس وجهران والحداء، فتضررت القرى القديمة وبخاصة المجاورة لمنحدرات جبلية شهدت انهيارات صخرية وأرضية".

تدمرت قرى سكنية قديمة بأكملها، نتيجة انهيار منازلها المبنية من الطين والاحجار، وقدرت الاحصاءات الرسمية حجم الخسائر البشرية والمادية بنحو "2800 قتيل و1500 جريح، وتهدم حوالي 500 قرية، و700 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى" ما استدعى مساعدات دولية.

ويذكر التقرير الامريكي أن "زلزال ذمار اعتُبر الأول من نوعه في التصنيفات العالمية كأول زلزال فعال ومؤثر يقع في جنوب الجزيرة العربية والذي أصاب الصفحة التكوينية الصخرية لحوض البحر الأحمر، وتم رصده بشبكات الرصد الزلزالية العادية والرقمية".

يشار إلى أن اليمن وفق دراسات جيولوجية دولية، شهد في حقب سحيقة من التاريخ زلازل بركانية عنيفة، شكلت معظم صخور اليمن (الجرانيتية والبازلتية، وغيرهما)، وكان أخر هذه البراكين، انفجار بركان جزيرة جبل الطير بالبحر الاحمر في العام 2007م.