العربي نيوز- صنعاء:
اصدرت سلطات شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، قرارا بحظر استيراد سلعة جديدة، وثيقة الصلة باليمنيين وحياتهم اليومية، بزعم "تشجيع المنتج المحلي الموازي لها ودعم المشتغلين في انتاجها"، على طريق ما تسميه "تحقيق الاكتفاء الذاتي".
وذكرت وكالة الانباء (سبأ) في العاصمة صنعاء، أن "وزير الثقافة والسياحة (بحكومة الحوثيين غير المعترف بها) علي اليافعي، وجه بإصدار مشروع قرار وتعميما بمنع استيراد العقيق الخارجي لليمن بكافة أشكاله وأنواعه، وحظر تداوله ومحاربة عمليات تهربيه، وتقديم المتورطين في تداوله إلى المحاكمة".
مضيفة: إن اليافعي "وجه مذكرة إلى وزير المالية بتوجيه الجمارك بمنع دخول العقيق الخارجي، ومحاربة عملية تهريبه، مبيّنا في المذكرة المحررة للجمارك أن "استيراد الأحجار الكريمة المزيّفة من الخارج له تأثير خطير على إنتاج وتجارة العقيق اليماني الأصلي الطبيعي ذات الصِّيت والشهرة العالمية منذ الأزل".
شاهد .. جماعة الحوثي تحظر استيراد سلعة جديدة
واشتهر اليمن عبر التاريخ بوصفه موطن انفس وأجود الاحجار الكريمة، وعلى رأسها "العقيق اليماني" بألوانه، وظل أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية، منافسا لصادرات البُن والعسل والمشغولات الفضية والمنسوجات القماشية والجلدية، وغيرها من الصادرات اليمنية الشهيرة على مر التاريخ، وباتت تواجه منافسة خارجية.
يحظي العقيق اليماني بشهرة عالمية واسعة، تتجاوز جماليته وبريقه، إلى معتقدات في الانثربولوجيا الشائعة على مستوى الاقليم وربما العالم، بأن العقيق اليماني يبعث طاقة ايجابية لمن يلبسه تساعد في تحسين مزاجه وعلاقاته مع الاخرين، وتبعا ازدهار اعماله ورزقه، ما ساعد في رواج العقيق اليماني بألوانه وارتفاع ثمنه، اقليميا وعالميا.
ويعد العقيق جيولوجيا، من ابرز واهم الاحجار الكريمة التي يملك اليمن منها مخزونا كبيرا، وتشتهر مناطق عدة في اليمن باستخراجه، ابرزها كحلان في محافظة حجة، ويعتمد استخراجه من بطون الجبال حتى اليوم طرقا تقليدية، بواسطة اداة "الأزمير" في عمليات الحفر، وفي 2004م عرض فص عقيق يمني في البحرين بمليون دولار.
يشار إلى أن قرار سلطات جماعة الحوثي حظر استيراد العقيق يأتي عقب قرارات مماثلة حظرت استيراد الفواكه والدجاج المثلج، وتوطين صناعات الحليب والالبان، والاسمنت، وغيرها من القرارات والاجراءات التي تترافق مع تمويل انتاج بدائل محلية، وبهدف "تحقيق الاكتفاء الذاتي" الذي تصفه الجماعة بأنه "سبيل الاستقلال الوطني من الهيمنة والوصاية الخارجية".