العربي نيوز - نيويورك:
أعلن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي من داخل مجلس الامن الدولي، على هامش مرافقته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لاجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة، الحرب لكبح تهديدات جماعة الحوثي للمنطقة والعالم والتسريع باستعادة السلام وحسم قضية الجنوب، حسب تعبيره.
وقال الزُبيدي في جلسة مناقشة مفتوحة في مجلس الأمن، تحت شعار "متحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن"، في إطار البند المعنون "صون السلام والأمن الدوليين"، إن مجلس الامن "يفتقد الإرادة السياسية اللازمة لتأدية مسؤولياته. وبالتالي تتفاقم الصـراعات وتنتشـر، وهذا ما يحصل في اليمن".
مضيفا في كلمة له: "تزايد نشاط الجماعات الإرهابية بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية الدولية لإنهاء الصراع. إن تداعيات هذه العواقب هو ما نشهده اليوم في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين ضد الأمن البحري والتجارة الدولية وهذا نتاج الفشل في إنهاء الصـراع وعدم التعامل بجدية مع هكذا ممارسات".
وتابع الزُبيدي: "إن الوضع الراهن في بلادنا لم يعد مقبولاً، وإن مصلحة شعبنا تكمن في إنهاء الصـراع وإيجاد حل دائم وهي مصلحة مشتركة مع حلفائنا الإقليميين والمجتمع الدولي". وأردف: "ومن هذا المنبر أؤكد على حاجتنا إلى نهج جديد شامل لانهاء الصـراع في اليمن وإلى استعادة السلام الذي يستحقه شعبنا".
ساردا اربعة مطالب عاجلة من المجتمع الدولي ومجلس الامن، بينها إنهاء الهدنة في اليمن واستئناف الحرب لكسر شوكة الحوثيين، بقوله: "يجب أولاً: احتواء التهديد الذي يشكله الحوثيون على الأمن العالمي والإقليمي واليمني، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن أن يستمر عنف واستبداد الحوثيين دون عقاب".
وتابع: "ثانيًا: الحاجة إلى جهد جماعي لتمكين مجلس القيادة الرئاسي من إنهاء العبث والفوضى الذي يمارسه الحوثيون. ثالثًا: العمل جميعًا لإنهاء المعاناة الإنسانية ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها شعبنا". مضيفا: "هذه الخطوات تخولنا لإيجاد طريق نحو عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية".
مشددا على "رعاية إقليمية ودولية لضمان حل سياسي مستدام". وأن "تأمين السلام في بلادنا يتطلب قيادة فاعلة وتشاركية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي لإيجاد نهج شامل وزخم كافي لإحلال السلام.وأنا على ثقة من أنه يمكن العمل بشكل جماعي من هذه القاعة لتحقيق المستقبل العادل الذي يستحقه شعبنا".
واشترط الزُبيدي للسلام المستدام "حل قضية شعب الجنوب التي تم الاتفاق على وضع اطار تفاوضي خاص بها"، واعتبرها "تأتي في طليعة القضايا والأطراف التي ينبغي أن تكون هي الأكثر أهمية في تحديد مستقبلنا". وأنه "لا يمكننا تحقيق سلام مستدام إلا من خلال عملية سياسية شاملة تضم تلك القضايا والأطراف".
شاهد .. الزُبيدي يعلن الحرب من مجلس الامن
تزامنت كلمة رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، مع التقائه مع وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بمقر بعثة دولة الإمارات في الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، على هامش الدورة 79 لاجتماعات الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة.
شاهد .. الزُبيدي يلتقي وزير خارجية الامارات
ويصر "المجلس الانتقالي الجنوبي" عبر مليشياته المسلحة، وبدعم مباشر من الامارات، على فرض انفصال جنوب اليمن تحت مسمى "استعادة دولة الجنوب" لتكون تابعة لأبوظبي ومكرسة لخدمة أجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق بوزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.