العربي نيوز - اسبانيا:
كشف عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، واستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، الدكتور عادل الشجاع، ملابسات وخلفيات مداهمة شقته واعتقاله في العاصمة المصرية القاهرة، واصدار قرار ترحيله إلى عدن، قبل ان يتمكن من المغادرة إلى العاصمة الاسبانية مدريد.
وسرد الشجاع في تدوينة نشرها على حساباته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "رسالة شكر وتقدير لمصر وأحرار اليمن"، اسباب اعتقاله بطلب من رئيس الحكومة معين عبدالملك على خلفية انتقاداته فساد الحكومة، وانتهاكات التحالف لسيادة اليمن وتهديد وحدته.
فيما يلي نص الرسالة، كما نشرها الدكتور عادل الشجاع، على حائطه الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي "فيس بوك":
أبعث هذه الرسالة لجمهورية مصر العربية التي وقفت في جانبي وانتصرت لحريتي ، ولم تخضع للابتزاز لتثبت أن سياستها لا تخضع لأحد وأنها مازالت قائدة للأمة العربية التي تتعرض اليوم لعدوان متواصل يستهدف الأرض والإنسان،
ومازال المواطن اليمني يراهن على الدور المصري في نصرة قضيته والوقوف إلى جانبه في تقديم المزيد من التسهيلات في الإقامة وتخفيف أعباء الحرب التي يتعرض لها منذ ٩ سنوات ، وهذا الدور ليس بغريب على مصر التي وقفت إلى جانب الثورة اليمنية وساندتها.
أخط لكم هذه الرسالة من أرض أسبانيا التي احتضنتني نيابة عن وطني الذي اختطفه أراذل القوم وباعوه في سوق النخاسة مقابل دارهم معدودات ، أرادوا أن يكبلوا جسدي بالقيود ، لكنهم لم يدركوا أن تكبيل الجسد يعجز عن تكبيل الإرادة ،
لأن روحي تتغذى على حب اليمن أرضا وشعبا ، وأنني مهما بعدت عن الوطن إلا أنه يبقى واحة عشق وحرية وهو أنشودة صباحية تصدح تحت ظل راية اليمن العالية .
أعتقد المجرمون أن السجن هو الأبواب ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ، وﻋﺘﻤﺔ الزنازين، وضيق المكان، ونسوا أن الحر في الزنزانة لا يمكن استعباده مهما كان الثمن, ولم يدركوا أن شعبنا العظيم سيحول سجني ﺇﻟﻰ قاعدة للنضال والفكر والثقافة وتعزيز الإرادة وتعميق الانتماء،
ولقد ارادوه هؤلاء الحثالة مقبرة لي وتشريدا لأسرتي وإسكاتا لدعاة الحرية والكرامة، لكن بالصمود ﻭالإرادة ﻭبدعم من الرجال الأوفياء، صنعنا من السجن محطة لتجديد القوة وتعزيز الانتماء وصقل التجربة،
ﻭﺇﻥ سر الصمود والثبات والعنفوان هو إيماننا العميق بعدالة ما نناضل من ﺃﺟﻠﻪ، ﻭﻧﻀﺤﻰ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭاليمن ﻫﻲ أعدل وأنبل قضية نناضل لأجلها ،
ولهذا نضحي بفرح وسعادة وبكل ما نملك لتكون ﺑﻼﺩﻧﺎ حرة وسيدة، لأن الوطن الحر والسيد هو الذي يعطي ﻣﻌﻨﻰ للكرامة والشرف، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ من أجل الحرية هو ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ بل ذروة المشاعر الإنسانية.
إن شعبنا العظيم قاوم وناضل منذ ما يزيد عن واحد وستين عاما، وأشعل الثورة وقاوم بكافة ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ، ﻭقاوم المستعمر بكل السبل والوسائل ولم يساوم يوما ما في حريته أوكرامته.
ﻭأنتم تقراؤون هذه الرسالة سأكون ﻓﻲ إحدى المدن الأسبانية التي كان لأجدادنا دور في إحيائها بالعلم والحضارة،
صحيح أنني سأكون وحيدا بعيدا عن أسرتي التي مازال أحد أفرادها يقبع في السجن بسبب وشاية من الذين اغتصبوا السلطة ليستخدمونها في معاقبتنا ويستخدمون المال العام الذي ينهبونه في دفع الرشاوى لتقييد حريتنا.
ﻭلكن مهما بعدنا عن وطننا فإن كل أنشودة ﺻﺒﺎﺡ يهتف ﺑﻬﺎ أبناؤنا في طابور الصباح ستصل ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ، فنحن نخوض معركة ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭالكرامة من ﺧﻼﻝ ﺍلرفض لاستباحة الوطن، ﻭهذا هو ﺳﻼﺡ ﺍﻷحرار،
وأنا أعلم أﻥ طريق الحرية ﻟﺒﻼﺩﻧﺎ ﺷﺎﻕ وطويل وصعب، فالحرية ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ للشعوب والكرامة ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭإﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ من أجل الحرية هو التجسيد لأعظم ﻣﻌﺎﻧﻲ الحرية ذاتها.
إنني وأسرتي نتقدم لكم بالشكر والتقدير عن تضامنكم وانتصاركم للحرية والكرامة وأطلبوا منكم أن تكتبوا على صفحاتكم عشر المرات : الحرية والكرامة لليمن التي لم يحن أبناؤها رؤوسهم عبر التاريخ إلى الأرض ولكنهم ظلوا يرفعونها نحو السماء، فحينما عبدوا الآلهة اختاروا الشمس والقمر ولم يختاروا الأصنام الأرضية .
ﻭاسمحوا ﻟﻲ أن أخص بالشكر الشيخ أحمد صالح العيسي الذي لم يتوقف لحظة من ليل أو نهار في متابعة قضيتي وكذلك نائب رئيس البرلمان الأستاذ القدير عبد العزيز جباري والدكتورة رائدة الذبحاني وزوجها المستشار علاء سلام اللذين تركا منزلهما خلال أيام الحجز وجعلا من سيارتهما غرفة عمليات للمتابعة،
وكذلك الأستاذة توكل كرمان والأستاذ ياسر اليماني، وشكر خاص لأعضاء مجلس النواب الذين انتصروا لمهنتهم ، ثم أحي أسرتي التي تحملت معي المعاناة الشديدة وتحملت كل ذلك إيمانا منها بأن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق،
أما أنتم أيها الأحرار الذين كان لكم الفضل الكبير عبر العالم في الدفاع عن حريتي ، سواء بالكتابة أو الدعاء في ظهر الغيب دعوني أصافحكم فردا فردا، ﻭأقبل أياديكم الطاهرة وأعاهدكم بأنني سأظل ﺷﺎﻣﺨﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ يدي ﺭﺍﻳﺔ اليمن ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻔﺎﻗﺔ ﺣﺘﻰ ينال الحرية ﻭالكرامة ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ .
شاهد .. نص رسالة عادل الشجاع بعد وصوله اسبانيا
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02eQU8X2MPMV6y1s1XXyc35dgpTEn2i3C6AiiWm7QbS4QZ9C3YKkdt6MEUCKAXfeJFl&id=1275937379&__cft__[0]=AZWvmUs9l8Im3_ZmNfTa-afMydft5zxNovVH8pS9b8cJSCNdhDlZ69fYXXhmeoJfUtXgdNwVyfRuseZ_lRzubCEIl1IuDBGz0VL0JVG1Hxa9vmv96gu1jemlOQnkhZGb5AIYtl-i1cEeh0JlBG2kGF0z&__tn__=%2CO%2CP-R
ونجا القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام، الدكتور عادل الشجاع، من الإعدام في العاصمة المؤقتة عدن، بموافقة إحدى الدول الاوروبية على طلب لجوئه السياسي اليها، استجابة لمناشدات سياسية وحقوقية واسعة حذرت من عواقب تنفيذ قرار ترحيله من مصر إلى عدن على حياته.
تفاصيل: قيادي مؤتمري ينجو من الإعدام في عدن (فيديو)
https://al-arabinews.com/news6739.html
عُرف الدكتور عادل الشجاع، بنشره سلسلة من الكتابات الناقدة والجريئة لفساد الحكومة ورئيسها، وسياسات التحالف ومليشياتهما المحلية في اليمن (الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش) وسعيها إلى تدمير مقدراته وتقويض دولته وسيادته الوطنية وإسقاط الشرعية اليمنية وتقسيم اليمن ونهب ثرواته.
كما تبنى الدكتور عادل الشجاع، تيارا تصحيحيا داخل المؤتمر الشعبي العام، يلتقي مع تيار ما سمي "احرار المؤتمر الشعبي وتصحيح المسار" بالعاصمة صنعاء، في رفض استمرار "ارتهان الحزب للاشخاص وأفراد أسرة علي صالح عفاش وللقوى الخارجية مقابل جني المكاسب الخاصة".
يشار إلى أن الدكتور عادل الشجاع، استاذ علوم الاجتماع في جامعة صنعاء، وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وعُرف بكتاباته الناقدة لممارسات حزبه وجماعة الحوثي وفساد حكومة المناصفة برئاسة معين عبدالملك، وتجاوزات السعودية والامارات ومليشياتهما في اليمن.