الثلاثاء 2025/07/08 الساعة 08:55 م

أول تأكيد انتشار قوات امريكية بسواحل اليمن 

العربي نيوز - عدن:

صدر أول تأكيد للانباء المتداولة منذ قرابة اسبوع عن وصول قوات امريكية وبدء انتشارها في السواحل اليمنية، كاشفا في الوقت نفسه عن دوافع ارسال البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية) هذه القوات إلى اليمن، وطبيعة مهمتها المرتقبة، في سياق مؤشرات وبوادر صراع اقليمي دولي يدور في مضيقي هرمز وباب المندب.

جاء هذا التأكيد من مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، في تقرير له، أفادت بأن إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لمزيد من القوات لتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر والخليج، جاء لإثبات أنها مازالت اللاعب الدولي الأهم والقوة الأكثر حضوراً وتأثيراً في المنطقة وإبراز قدراتها في محاصرة الأدوار السياسية الصينية.

وأشار التقرير التحليلي، إلى ارتباط التحركات العسكرية الأمريكية بتبني حلفاء واشنطن التقليديين في الخليج (السعودية ودول الخليج) سياسة " الانحياز المتعدد" التي تقوم على عدم الاكتفاء بالتحالف مع الولايات المتحدة وبناء صلات مع مختلف القوى العالمية بما في ذلك مع القوى المنافسة لها وعلى رأسها الصين وروسيا.

موضحا أن "واشنطن بحاجة إلى تصحيح علاقتها بحلفائها وإثبات أنها لا تزال ملتزمة بأمنهم"، معتبرا أن إدارة بايدين ترغب في لعب دور أهم في المنطقة وتحقيق انتصار كبير في السياسة الخارجية يدعم موقفها في الانتخابات الرئاسية، خاصة ما يتعلق بصفقة مع السعودية تقول التسريبات إنها قد تتضمن تفاهمات أمنية مقابل تطبيع العلاقة مع إسرائيل". 

وقال إن هذه التحركات العسكرية الامريكية في المنطقة، تأتي ضمن أهداف تعزيز واشنطن لقواتها في المنطقة، وأنها تأتي "متفقة مع مبدأ الردع الذي أعلنت إدارة بايدن تبنيه كأحد مبادئ سياستها تجاه المنطقة". لكن التقرير استبعد يكون ردع الأنشطة الإيرانية هو الهدف الرئيسي من التحركات العسكرية الأمريكية.

منوها إلى أهداف أخرى من تعزيز أمريكا لقواتها في المنطقة مثل "الحاجة لأدوات إضافية تعزز فرص نجاح التحركات الناعمة في ملفات المنطقة بالذات الملف النووي الإيراني والملف اليمني". مشيرة إلى التقارب السعودي الإيراني وتنامي نفوذ الصين، وأنه يكشف عن "ضعف النهج الأمريكي القائم تجاه المنطقة".

وقال: "يمكن أن تكون طريقة للضغط على إيران للخروج باتفاق نووي حفزه التقارب السعودي الإيراني وأمن بعض الضغوط المطلوبة لضمان تفاعل طهران والخروج باتفاق يحظى بقبول الحلفاء الخليجيين وإسرائيل أو يؤمن عدم معارضتهم". متوقعا أن "تسهم الضغوط المتأتية من هذه التحركات في دفع إيران للعب دور إيجابي في الملف اليمني".

كما استبعد تقرير مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية، أن يكون لهذه الخطوة الأمريكية نتائج فورية، لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى احتمالية أن تتحول من خطوة "للتهدئة إلى زيادة التوتر الإقليمي، وأن تنعكس على مختلف الملفات في المنطقة وعلى رأسها الملف اليمني". لافتا إلى "مؤشرات مقلقة تظهر في المواقف التصعيدية الأخيرة للجماعة الحوثية".

وقال: "مع أن القوات الأمريكية متواجدة مسبقاً في البحار والممرات المائية حول اليمن ضمن تحالف القوات المشتركة، إلا أن جماعة الحوثي بدت أكثر استنفاراً". في اشارة إلى تصريحات متلاحقة صادرة عن قيادة جماعة الحوثي، السياسية والعسكرية، تتوعد "القوات الامريكية واي قوات اجنبية تنتهك سيادة المياه اليمنية بالرد الرادع"، حسب تعبيرها.

شاهد .. ابعاد التواجد العسكري الامريكي بالبحر الاحمر

اخر التهديدات الصادرة عن سلطات جماعة الحوثي، اصدار حكومة الحوثيين والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، غير المعترف بها دوليا، بيانا، ندد فيه بتواجد القوات البحرية الامريكية، المكثف قبالة السواحل اليمنية ومضيق باب المندب، واعتبره تهديدا لأمن وسلامة الملاحة الدولية، توعده بالتعامل المناسب معه. 

وقال البيان: "تواجد القوات الأمريكية في السواحل والمياه الإقليمية اليمنية وبعض القواعد العسكرية، عملٌ عدائيٌ سيكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم". وأردف: إن "تواجد القوات الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية". مضيفا: "قواتنا جاهزة للتعامل مع التواجد الأمريكي الذي يمس بالسيادة اليمنية وينافي القوانين والأعراف الدولية".

يشار إلى أن انباء وصول قوات امريكية بحرية إلى قبالة السواحل والمياه اليمنية الاقليمية، يتزامن مع لقاءات مكثفة يجريها سفير الولايات المتحدة الامريكية مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وعضو المجلس الدكتور عبدالله العليمي باوزير، تطرقت الى التعاون القائم بين البلدين في مكافحة الارهاب وتأمين الملاحة الدولية، حسب وكالة الانباء الحكومية (سبأ).