العربي نيوز - ابوظبي:
أطلق احمد علي عفاش، نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، وقائد قوات الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) سابقا، المقيم في الامارات منذ العام 2013م، حملة اثارت السخرية من حيث ارادت اثارة الشفقة والتعاطف عبر نشر صور له تسعى لاستجداء تعاطف اليمنيين والمجتمع الدولي معه ورفع العقوبات الدولية عنه.
وعمم الجيش الالكتروني لاحمد علي وطارق عفاش والمؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، الموالي للامارات، على منصات التواصل الاجتماعي، صورة حديثة لأحمد علي تُظهر ولا تخفي - بخلاف العادة - تمدد التجاعيد بوجهه وهالة السواد تحت عينيه والشيب برأسه ولحيته.
جاء تعميم هذه الصورة غير المسبوقة لنجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، الحريصة على اظهاره وسيما وشابا ومبتسما، بالتوازي مع تنفيذ صفقة اتفاق جنيف بين الحكومة وجماعة الحوثي لتبادل 887 اسيرا ومحتجزا من الجانبين، بينهم عدد من كبار اسرى الشرعية ونجل طارق عفاش وشقيقه.
وسعى نشر هذه الصورة لاحمد علي إلى محاكاة صور كبار اسرى الشرعية الذين جرى الافراج عنهم بموجب صفقة اتفاق جنيف، واثارت الاسى والشفقة، لإظهارها علامات تقدمهم بالعمر خلال سنوات اسرهم وتحديدا اللواء ناصر منصور هادي، الذي بدا كهلا متعبا غزاه الشعر الابيض وبلغ اراذل العمر.
شاهد .. حملة تستجدي التعاطف مع احمد علي عفاش
يأتي هذا عقب يومين على تسجيل احمد علي عفاش، ظهورا جديدا ومفاجئا في واجهة المشهد، سعى إلى لفت الانظار إليه في ظل التقدم المتسارع في جهود السلام وتبادل الاسرى، من خلال التملق لواحدة من ابرز الشخصيات الوطنية التي تحظى بقبول واسع واتفاق بين اوساط اليمنيين كافة.
تفاصيل: ظهور مفاجئ لـ "احمد علي" مع هذه الشخصية
وجاء هذا الظهور الجديد، عقب اسابيع على هجوم سعودي، غير مسبوق، على احمد علي عفاش، المقيم في الامارات منذ 2013م، واتهمه بالانحطاط والشذوذ والخيانة، على خلفية ترويج جيشيه الالكتروني انباء ومزاعم دعوة الرياض له للمشاركته في مشاورات الرياض بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
تفاصيل: هجوم سعودي يتهم احمد علي بالشذوذ والخيانة (وثيقة)
كما يستبق نشر صورة احمد علي التي تحاول اظهاره حزينا متكدرا ومتعبا ومطلقا لحيته وقد اشتعلت بالشيب وعليه علامات الهرم، اجتماع مقررا في 28 أبريل الجاري، للجنة العقوبات بشأن اليمن، مع فريق الخبراء الدوليين والإقليميين الذين تم تعيينهم مؤخرا، بعد تجديد ولاية اللجنة حتى نهاية العام الجاري.
يخضع احمد علي عفاش، لعقوبات دولية، بموجب قرار مجلس الامن الدولي، تشمل منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة من الشعب) وتقييد ممارسة النشاط السياسي، وفشلت جميع جهود ومساعي قيادات المؤتمر الشعبي جناح عفاش، الموالي للامارات، في استصدار قرار برفع العقوبات عنه.
وأصدر مجلس الامن منتصف فبراير الماضي، بعد تأجيل جلسته لمناقشة تقرير لجنة العقوبات بشأن اليمن مرتين، قراره رقم (2675) بتجديد ولاية اللجنة وعقوباتها لمدة تسعة أشهر تنتهي في 15 نوفمبر 2023، وتمديد ولاية فريق الخبراء الإقليميين والدوليين لعشرة أشهر تنتهي في 15 ديسمبر 2023م.
وتتزامن محاولة أحمد علي استجداء تعاطف اليمنيين والاطراف اليمنية ودول التحالف، مع استضافته الاثنين بقصره في ابوظبي، اجتماعا موسعا وغير مسبوق لأفراد اسرته المقيمين في سلطنة عمان والامارات والرياض ولبنان والمخا، ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم وأحفادهم أيضا.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة ان "الاجتماع حمل في ظاهره الاحتفاء بإطلاق سراح عفاش نجل طارق وشقيقه محمد ضمن صفة اتفاق جنيف لتبادل الاسرى بين الحكومة وجماعة الحوثي، لكنه في الحقيقة انعقد لتدارس الخطوات العملية بشأن ترتيب اوضاع افراد الاسرة في منظومة السلطة بالمرحلة القادمة".
موضحة أن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا".
ساردة في هذا السياق "عمليات الاقصاء والاقالات وكذا الاغتيالات لقيادات الجيش، في الجوف ومارب وتعز، بالتوازي مع توغل لنشاط فروع مكتب قوات طارق، واحياء مؤسسة الصالح لأغراض دعائية سياسية، اخرها مساعدات لثلاثة آلاف اسرة بالاشتراك مع بنك الامل والوحدة التنفيذية للنازحين".
وكشفت المصادر السياسية المتطابقة عن تفاصيل غير معلنة عن ملفات ومجريات المشاورات الجارية بالعاصمة السعودية الرياض، بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وقالت: إنها "تشمل ترتيبات تصب في تمكين نظام الرئيس الاسبق علي عفاش واستكمال اعادته إلى واجهة المشهد والشرعية".
منوهة إلى أن "الدكتور رشاد العليمي قيادي بارز في المؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، ولم يكن اختياره رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، من قبيل المصادفة، بل اختيارا دقيقا يراعي صفته القيادية في المؤتمر الشعبي وعلاقاته بالسعودية والولايات المتحدة، وبهدف الاشراف على اعادة النظام السابق".
ولفتت المصادر السياسية ذاتها إلى أن "التحالف يتبنى انهاء الحرب في اليمن وفق تسوية تطرح تقسيم اليمن إلى دولتين او ثلاث شمالية وجنوبية وشرقية، تأخذ مبدئيا شكل اقاليم اتحادية، وتسليم مؤتمر عفاش وجماعة الحوثي شمال البلاد وشرقها (مارب وحضرموت) والانتقالي والحراك الجنوبي جنوب البلاد".
مشيرة إلى أن "زيارة رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، قبل ايام، للرئيس هادي في مقر اقامته الاجبارية في الرياض، تأتي في سياق اضفاء طابع شرعي على هذه الترتيبات الجاري تنسيقها في مشاورات الرياض الموسعة، التي يشرف عليها مباشرة وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان".
وحسب المصادر السياسية، فإن "التحالف بقيادة السعودية والامارات يسعى الان إلى حسم الامر مع جماعة الحوثي، وتقديم تنازلات متنوعة في مقابل الموافقة على تسوية سياسية تضمن ترتيب السلطة في البلاد، وفق شراكة بين المؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي وطارق والحوثيين والانتقالي الجنوبي".
منوهة إلى ان "الخطوة التالية المرتقبة من جانب التحالف عقب التوصل إلى اتفاق، ستكون رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي، والمتضمنة منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة) وتقييد النشاط السياسي، لتتويج إعادة النظام السابق".
وبدت مقدمات هذا التوجه للتحالف، مؤخرا، من خلال تبنيه حملات اعلامية ودعائية واسعة، تسوق لطارق عفاش ومكتب قواته عبر ترتيب زيارات وتمويل وضع احجار اساس لمشاريع في تعز ومديريات الساحل الغربي المحررة، وتصويره "القائد الوطني ورجل الدولة المخلص والمنقذ" لليمن واليمنيين.
يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.
