العربي نيوز - عدن:
فجر قرار لرئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي، أعنف عاصفة انقسام بين أوساط قياداته، تنذر بنكئ جراح الصراعات الجنوبية الدامية عقب انتزاع الاستقلال من الاحتلال البريطاني 1967م وثاراتها المناطقية، المستمرة آثارها في غير اشتباكات ومواجهات، نارا تحت الرماد.
جاء هذا عقب وصول عمرو علي سالم اليض، عضو هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" ومستشار رئيس المجلس للشؤون الخارجية، إلى العاصمة المؤقتة عدن، الجمعة، في اول زيارة له منذ فرار والده وعائلته من عدن عقب اشعاله حرب صيف 1994م.
شاهد .. احتفاء بوصول عمرو البيض إلى عدن
وانقسم السياسيون والناشطون الجنوبيون إلى تيارات عدة، متنافرة، حيال عودة نجل البيض وترويج انباء عودة مرتقبة لوالده علي سالم البيض، بين مرحب بالعودة بوصفها "انتصارا للمجلس الانتقالي والجنوب"، وبين معارض للعودة وأي دور للبيض بوصفه "سبب نكبة الجنوب".
طغى هذا الانقسام على جميع المنشورات والتغريدات ذات العلاقة بعودة عمرو البيض على منصات التواصل الاجتماعي، ومنها تغريدة لنائب رئيس الدائرة الاعلامية للمجلس الانتقالي، منصور صالح، اعاد نشر تصريح سابق لعلي سالم البيض عن تأييد انفصال الجنوب وعودته.
وقال منصور صالح مغردا على منصة "تويتر": "قالها الوالد المناضل علي سالم البيض: (أنا معكم لين اوصلكم عدن وبعدها سنسلم الرأيه للجيل الشاب) وها نحن في عدن وهاهو الجيل الشاب يستلم الراية، ويتعهد باكمال المشوار حتى النصر. نورت عدن أبو علي حفظك الله".
شاهد .. قيادات بالانتقالي تعلن عن تنصيب البيض
عزز هذا التصريح لنائب رئيس دائرة المجلس الانتقالي، الجدل المثار بشأن طبيعة مشروع اعادة هيكلة المجلس الانتقالي وهيئاته، الذي اعلن عنه عيدروس الزُبيدي قبل ايام، وحديث بعض سياسيي "الانتقالي" أنه يشمل استيعاب قيادات القوى والمكونات الجنوبية وفق محاصصة مناطقية.
وانبرى قياديون وسياسيون في "الانتقالي" إلى معارضة توجه اعادة المحاصصة المناطقية في تقاسم سلطة حكم الجنوب، ومنهم عضو الجمعية العمومية للانتقالي، الدكتور حسين لقور، بتغريدات قال فيها: "أعجب لمن يتحدثون عن محاصصة حزبية أو مناطقية عند هيكلة المجلس الإنتقالي".
مضيفا: "بدلا من الإتيان بالكفاءات القادرة على حمل وقيادة مشروع شعب الجنوب نحو الإستقلال أيا كانوا". وأردف في تغريدة ثانية مشددا على المعايير المطلوب اعتمادها في تعيين القيادات: "المعايير الحقيقية هي الكفاءة، الأمانة، القوة و الإيمان بحق شعب الجنوب في بناء دولته الجديدة".
وتابع في مهاجمة التقاسم المناطقي عقب استقلال جنوب البلاد، قائلا: "اما من يسعون من خلال دعوات مناطقية للوصول للقيادة بحثا عن مصلحة شخصية فقد أثبتت وقائع التاريخ أنهم أقل اخلاصا حتى لقراهم فكيف لهم حمل مشروع وطن. هؤلاء حملوا شعار: انا ومن بعدي الطوفان".
مؤكدا المآلات الدامية للمحاصصة المناطقية في جنوب البلاد، والتي حصدت ثلاثة رؤساء وكادت تقضي على الرابع، في احداث 13 يناير 1986م، قائلا: "المحاصصة أسقطت دول قائمة وخذلت شعوب و أدت إلى إنهيار إقتصاداتها، ولنا في لبنان والعراق خير مثالين لهذا النهج السياسي".
ورد القيادي بالانتقالي حسين لقور على من عارضوه بحدة، قائلا: "تظهر أمامنا من وقت لآخر تغريدات غير لائقة لا تحمل أي قيمة سياسية لمغردين يمنيين و جنوبيين و عرب، فيها خروج عن ابسط مقومات حديث الرجال. نحمد الله ان صان اقلامنا من تلويث حبرها بالمشاركة فيها".
شاهد .. قيادي بالانتقالي يحذر من احياء صراعات الجنوب الدامية
كذلك، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في مديرية الغيضة بمحافظة المهرة، خالد طــه سعيد، قال مغردا: "الفكر المشلول المنغمس في ملذات فكر المحاصصة والمناطقية والتقاسم بالسوية والبحث عن التواجد ولو المرشح لم يفيد ماهي الا عقليات لا تبحث عن الانتشال من الواقع الحالي".
مضيفا: إن المؤيدين لإعمال المحاصصة المناطقية في ادارة الجنوب، واعادة رموزها وتياراتها: "هي عقليات يهمها ذاتها فقط نعم تحمل شعار ( انا ومن بعدي الطوفان ) كما توجد عقليات وردت لنا من الماضي ( الانتهازيين)". حسب تعبيره في وصف تيار علي سالم البيض وحيدر العطاس.
شاهد .. معارضة جنوبية لإعمال المحاصصة المناطقية بالجنوب
يشار إلى أن جنوب اليمن شهد صراعات دامية على السلطة بين رفاق الثورة ضد الاحتلال البريطاني، عقب الاستقلال، اتخذ بعدا ايديولوجيا (تيارات الاشتراكية) وقبليا (مناطقيا)، بين ما عُرف بجناح "الزمرة" ويمثل قيادات ابين وشبوة، وجناح "الطغمة" ويمثل قيادات الضالع ولحج (يافع وردفان) وحضرموت.