العربي نيوز - الرياض:
باشرت المملكة العربية السعودية، رسميا، تنفيذ خطوات انهاء الحرب وضمانات ما بعد اتفاقها مع ايران واعترافها بسلطة جماعة الحوثي الانقلابية بموجب مخرجات المفاوضات الجارية بين الجانبين في العاصمة العُمانية مسقط، بوساطة عُمانية، والمرتكز على وقف متبادل للهجمات العسكرية.
وكشف مستشار شؤون الشركات في "أرامكو" عملاق الاقتصاد السعودي، صالح العمّار، قرار المملكة البدء بتنفيذ مشروع بناء جدار على الحدود اليمنية بطول 900 كيلو متر، على شاكلة جدار العزل الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. مؤكدا بذلك رفض الحوثيين شرط "اقامة مناطق حدودية عازلة".
المستشار السعودي، العمَّار أعلن هذا في تصريح نشره على حسابه بمنصة "تويتر"، قائلا: إن "المملكة العربية السعودية بصدد تنفيذ مشروع عملاق لبناء جدار ذكي بطول 900 كم على طول الحدود مع اليمن لإغلاق حدودها عن الأراضي اليمنية تماماً". بعد وقف الاتفاق مع الحوثيين الهجمات الجوية على المنشآت السعودية.
مضيفا: إن المشروع "ضمن خطة تسمى حماية الحدود ستشمل مهابط للطائرات ورادارات واتصالات وشبكات طرق واسعة". وأردف: "كان الحديث عن هذا المشروع مطروحا منذ سنوات .. أمن المملكة غير قابل للتهديد وهي مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات". حسب تعبيره في تبرير جدار العزل السعودي.
شاهد .. السعودية تباشر تأمين حدودها بجدار عملاق
واتخذت السعودية وايران أول خطوة عملية لتنفيذ بنود الاتفاق الموقع بينهما مطلع مارس الجاري بوساطة صينة، على صعيد استئناف العلاقات والتعاون الكامل بينهما في مختلف المجالات، من شأنها التسريع بانهاء الحرب في اليمن وعدد من الدول العربية.
تفاصيل: اتفاق سعودي ايراني يعجل انهاء الحرب في اليمن
يأتي هذا عقب اسبوعين على توقيع السعودية وإيران اتفاق مصالحة واستئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بينهما بعد سنوات من عداء متبادل هدد الاستقرار والأمن في الخليج وساهم في تأجيج نزاعات في بلدان بالشرق الأوسط منها اليمن وسوريا.
حسب مراقبين سياسيين فإن "الجانبين سيستفيدان من خفض التصعيد"، مشيرين إلى أن "إيران تسعى إلى تقويض الجهود الأمريكية لعزلها في المنطقة، بينما تحاول السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية". وما يتطلبه هذا من ضمان امنها والاستقرار بالمنطقة.
وأعلنت الرياض عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي منذ 25 مارس 2015م. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.
تفاصيل اوفى: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)
وفقا لمراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.
ورأى سياسيون يمنيون، إن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".
منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".
واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".
معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".
وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".
لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.