العربي نيوز - السعودية:
كشفت مصادر حكومية متطابقة عن تحركات تجريها الأمم المتحدة لرفع العقوبات الدولية على أحمد علي نجل الرئيس الأسبق علي صالح عفاش، وذلك بدعم من السعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف في اليمن.
وأفادت المصادر الحكومية المتطابقة بأن منسق فريق خبراء لجنة العقوبات في الأمم المتحدة، ديبي براساد داش، وصل ، اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ومسؤولين سعوديين، لبدء ترتيبات وإجراءات رفع العقوبات الدولية المفروضة على أحمد علي ووالده من لجنة العقوبات بمجلس الامن الدولي منذ 2015م.
موضحة أن منسق فريق خبراء لجنة العقوبات استهل زيارته بلقاء وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وأطلعه على آلية رفع الشخصيات المدرجة على قائمة العقوبات الدولية، مؤكداً ضرورة التنسيق مع الفاعلين الدوليين خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا حاملة القلم في الملف اليمني بمجلس الأمن الدولي، خاصة أن روسيا قادت جهوداً سابقة لرفع العقوبات عن أحمد علي ووالده الرئيس الأسبق علي صالح عفاش، واصطدمت برفض من واشنطن.
يأتي هذا بعد أن كشف دبلوماسي حكومي أن هدف الزيارة التي أجراها الرئيس العليمي الاسبوع الماضي، إلى دولة الإمارات، كان اللقاء بأحمد علي عفاش.
جاء ذلك في تصريح للمستشار الإعلامي السابق في السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض، وصاحب امتياز صحيفة ومركز دراسات "هنأ عدن" الصحفي أنيس منصور، الذي أكد أن الرئيس العليمي ناقش مع أحمد علي، جهود رفع العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وقال منصور في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "زيارة العليمي كانت مفاجئة وغير معلنة، ولم يستقبل استقبالاً رسمياً، ووصل أبوظبي كأي مسافر، والإمارات جمعت بين العليمي وأحمد علي وعمار صالح، وكان اللقاء في جلسة عشاء، وتم الحديث فيها عن أمور كثيرة بينها رفع العقوبات عن أحمد علي، والتواصل مع الأمم المتحدة وبعض الجهات الدبلوماسية الدولية لرفع العقوبات والقيود التي عليه وتعديل القرار 2216".
مضيفاً: "الإماراتيون قالوا ان موضوع العقوبات على أحمد علي بيد السعودية، وسلم الأمر إلى رشاد العليمي للتواصل مع السعوديين كونهم أصحاب القرار حول رفع العقوبات أو بقاءها أو تجميدها".
مشيراً إلى "أنه طرح على العليمي في اللقاء تعيين عمار صالح رئيساً لجهاز الأمن القومي، وأنه تم فرض القرار"، مؤكداً أن "العليمي بصدد اصدار قرار التعيين قريباً".
واستنكر المستشار الحكومي، "تخصيص الزيارة واللقاء لمناقشة موضوع أحمد علي وكأنه لايوجد قضايا أخرى لمناقشتها في ظل الصراعات التي يشهدها مجلس القيادة"، حد قوله.
https://twitter.com/i/status/1561455033182552069
وتسببت زيارة الرئيس العليمي الى الإمارات في جدل واسع، بسبب تخبط وسائل الإعلام الرسمية في تحديد هدف الزيارة، حيث نشرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الرسمية خبرا مفاده إن العليمي "غادر العاصمة المؤقتة عدن إلى الإمارات في زيارة عمل غير رسمية تشمل ايضاً السعودية"، وهو ما يشير إلى تحفظ عن كشف أهداف الزيارة، كون زيارات رؤساء الدول والملوك إما أن تكون رسمية أو غير رسمية والأخير يكون فقط بهدف الاستجمام أو العلاج.
يأتي هذا في سياق توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات، التي يرى مراقبون للشأن اليمني، أنها "تسير منذ عامين باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، وآخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".
وبحسب المراقبين، فإن التحالف يدعم تمكين اعادة النظام السابق للحكم عبر ثلاث مسارات، اولها العسكري بقيادة طارق عفاش وقواته، وثانيها السياسي ممثلا بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش في المؤتمر الشعبي العام بقيادة احمد علي، وثالثها مسار اقتصادي يستخدم في الضغط تأخير الدعم للبنك المركزي بقيادة احمد غالب المعبقي احد اركان النظام السابق في الجانب الاقتصادي.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، عمد للضغط على الرئيس هادي ونائبه علي محسن للتنحي واصدار قرار مخالف للدستور اليمني والمرجعيات الثلاث، يتضمن ما يوصف اعلانا دستوريا بنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي، يترأسه القيادي المؤتمري رشاد العليمي، ويضم بعضويته قادة المليشيات المتمردة على الشرعية والموالية لأبوظبي والرياض.