الاربعاء 2025/07/09 الساعة 04:48 ص

مؤتمر صنعاء يعلن موقفا مفاجئا من مجلس الرئاسة (تفاصيل)

العربي نيوز - صنعاء:


سجل رئيس المؤتمر الشعبي العام في الداخل، الشيخ صادق امين ابو راس، موقفا مفاجئا ومراوغا من نقل الرئيس هادي السلطة فجر الخميس الفائت، وتفويض صلاحياته كاملة لمجلس قيادة رئاسي برئاسة احد قيادات المؤتمر الشعبي وعضوية قادة التشكيلات العسكرية المتمردة على الشرعية والموالية للامارات والسعودية، يظهر الرفض للتدخل السعودي الاماراتي في تشكيل المجلس ويعبر ضمنيا عن استنكار تجاوز المؤتمر الشعبي في صنعاء بالوقت نفسه.


جاء ذلك خلال لقاء ضم قيادات جماعة الحوثي وشريكها المؤتمر الشعبي في صنعاء، مع المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، الذي بدأ زيارة هي الاولى للعاصمة صنعاء منذ تعيينه في اغسطس الماضي، لبحث تثبيت الهدنة الانسانية المعلنة مطلع ابريل الجاري لمدة شهرين قابلة للتجديد وترتيبات التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب في اليمن وتستأنف العملية السياسية.


ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي وموقع "المؤتمر نت" الناطقة باسم المؤتمر الشعبي في صنعاء، عن ابو راس قوله خلال اللقاء: إن زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ "تأتي بعد المسرحية الهزيلة التي شهدتها الرياض، والتي لم يكن فيها أي نوع من الاحترام للشعب اليمني وقراراه المستقل". مضيفا: "إننا وصلنا إلى زمن يؤثر فيه المال على كل شيء". حد وصفه.


مشيرة إلى أن رئيس المؤتمر الشعبي في الداخل، أكد خلال اللقاء الذي عقد بحضور قيادات مؤتمر صنعاء، ورئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة الحوثيين ومؤتمر الداخل أن "الهدنة خطوة جيدة، ولو أنه لم ينفذ منها شيء". واعرب في الوقت نفسه عن "الأمل في أن تكون الهدنة، أساس لما ورائها". ما اعتبر اشارة لترتيبات التحالف نحو اعادة تمكين المؤتمر الشعبي من حكم البلاد.


وذكرت وكالة "سبأ" أن رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة الحوثيين والمؤتمر الشعبي بالداخل، القيادي الحوثي مهدي المشاط، "أكد الحرص ضرورة أن يعمل المبعوث الأممي وفريقه في الاتجاه الصحيح لإنجاح الجهود المتفق عليها وفقاً للهدنة المتضمنة فتح مطار صنعاء الدولي وموانئ الحديدة ورفع الحصار والضغط على دول العدوان للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالجوانب الإنسانية". حد تعبيره.


مضيفا: إن "آلاف المرضى ينتظرون اللحظة التي يفتح فيها مطار صنعاء ليتمكنوا من السفر للعلاج". وأردف: "إن مبادرة الجمهورية اليمنية (عرض الحوثيين عشية 26 مارس الفائت ايقاف الهجمات على السعودية والمعارك في الجبهات واطلاق الاسرى مقابل التزام مماثل من التحالف وقادت لإعلان الهدنة) أكدت رغبتنا في السلام خلافاً لمزاعم تحالف العدوان الذي كان يدعي بأننا رافضون له".


وبعث القيادي الحوثي مهدي المشاط، برسالة جديدة للتحالف بقيادة السعودية والامارات عبر حديثه للمبعوث الاممي، تبطن التهديد بنسف الهدنة واستئناف مهاجمة المنشآت النفطية في السعودية والامارات، قائلا: " إذا أرادت دول العدوان وعلى رأسها أمريكا السلام مع استمرار الحصار فهذا ما لن نقبل به كونه ضرب من ضروب الاستسلام، وإهانة لن نقبل بها ولن يقبل بها شعبنا". حسب وكالة "سبأ".


من جانبه، أشار رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، إلى أن "العذر الذي كانت تدعيه السعودية والإمارات وبعض هيئات مجلس الأمن عن الشرعية المزعومة انتهى، ولم تعد هناك إلا جماعات مستنسخة لبعض القوى السياسية". حسب وصفه لمجلس القيادة الرئاسي الذي نقل إليه الرئيس هادي السلطة وفوضه بكامل صلاحيته، فجر الخميس، بضغط سعودي اماراتي.


وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون على حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية، ويُعين أحد رموز النظام السابق رئيسا للمجلس وقادة الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي اعضاء فيه.


قضى القرار بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، وهم: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.


ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن "نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم".


مشيرين إلى أن "التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف". حد قولهم.


ولفتوا إلى أن "من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا" والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.


يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".