العربي نيوز - صنعاء:
بدأ قائد قوات ما عُرف باسم "الحرس الجمهوري والقوات الخاصة" العميد احمد علي عفاش، المقيم في الامارات منذ 2013، ردا عمليا على توجهات حراك "احرار المؤتمر" الموالي للحوثيين، نحو فصله من منصبه نائبا لرئيس المؤتمر الشعبي العام الذي عينته فيه قيادة المؤتمر بصنعاء عقب مصرع والده في ثاني ايام انتفاضته بمواجهات مع الحوثيين مطلع ديسمبر 2017م.
واستدعى جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعبي، عددا من ابرز الاصوات المرتفعة الموالية له، والناشطة بصفة مستقلة، لتفجير حراك ثوري من داخل العاصمة صنعاء، ضد سلطات جماعة الحوثي الانقلابية، وهم القاضي عبدالوهاب قطران، والنائب البرلماني عبده بشر، والنائب البرلماني احمد سيف حاشد، والمعروفون بالتبشير بانقلاب الحوثيين.
أكد هذا الاستدعاء، دعوة اطلقها القاضي عبدالوهاب قطران للمواطنيين إلى انتفاضة شعبية رأى انها باتت فرض عين بخلاف ثورة 2011 ضد نظام عفاش، قائلا في تغرديته على منصة تويتر : "اشهد شهاده وابقيها ان الثورة على نظام عفاش عام 2011 كانت بطرة وبوقة ونثرة وان الثورة الحقيقة هي بوجه لصوص اليوم وباتت فرض عين على كل جائع و مفقر".
القاضي قطران، والمعروف بمواقفه ضد ثورة الشباب الشعبية السلمية في فبراير 2011م وحكومة الوفاق الوطني والرئيس هادي، وبتأييده انقلاب جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح عفاش في 2014م، اضاف قائلا: "لقد خطفوا حتى كسرة الخبز الحافي من افواه اطفالنا، وبكل وقاحة يأثثوا المساجد بفراش جديد بقيمة اثنين مليار ومأتين مليون والشعب جائع".
مضيفا في تغريدة اخرى دون تسمية الاطراف التي يدعو للثورة عليها: إن "الوقود والغاز والكهرباء والماء والخبز، الرأسمالية المتوحشة تسحق الشعب سحقا بدون خوف او رحمة، افتعلت الحروب المسرحية ونصبت ازلام واذناب وامراء حرب وطوائف،للتحكم بمصائر الشعب ولتنفيذ اجندتها وتقاسم البلد لكنتونات، ويتبادلوا الادوار ويتوزعوا المسئولية للتنصل منها".
وتتزامن دعوات القاضي قطران، الذي يقدم نفسه يساريا، مع دعوات مماثلة اطلقها النائب في مجلس النواب بصنعاء، احمد سيف حاشد هاشم، والذي سبق أن تصدر حملة ضد حكومة الوفاق الوطني وضد التمديد للرئيس هادي، عقب 2011، وشارك في التهميد للانقلاب الحوثي العفاشي ثم في تعميدهبالمصادقة في برلمان صنعاء على مجلس سلطات الانقلاب وحكومته.
اعلن النائب احمد سيف حاشد دعواته للثورة على الحوثيين عبر تغريدات بمنصة التدوين العالمي المصغر "تويتر" قائلا: "أولياء الله ولّو علينا اللصوص والفاسدين، لا يولي الفاسد إلا الفاسد ولا يولي الناهب إلا ناهب، ولا يولي اللص إلا لص". مردفا في ما بدا انه مساومة لنيل حصته من الحوثيين: "مستعد للخروج والاعتصام بالتحرير. ما رايكم بالفكرة..؟!".
ومن جانبه، دعا النائب في مجلس النواب بصنعاء، عبده بشر، والمعروف بمواقفه المناهضة لحكومة الوفاق الوطني وللرئيس هادي، واعتبار ثورة 2011 "سرقت من اركان النظام وانحرفت"، إلى الخروج الغاضب في وجه سلطات جماعة الحوثي والثورة عليهم بعدما شارك بفاعلية في الانقلاب وفي تعميده عبر مجلس النواب بصنعاء، كما فعل القاضي احمد حاشد.
النائب عبده بشر، والذي مارس الدور نفسه للقاضي قطران والنائب احمد حاشد، على نحو لافت، أطلق دعواته في تغريدة على "تويتر" قائلا: " نظرا لما آلت اليه الاوضاع من تدهور وعدم صرف المرتبات وتكميم الافواه وحجز الحريات والفجور والتهديدات والغلاء الفاحش والازمات وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي والجرعات التي تنفذ والجبايات". حد وصفه.
وأضاف النائب عبده محمد عبد الله بشر الذي عُين وزيرا للصناعة والتجارة اليمني في حكومة الانقلاب الحوثي العفاشي المسماة "حكومة الانقاذ الوطني" والمشكلة في تاريخ 28 نوفمبر 2016، مطالبا المواطنين بتنفيذ عصيان مدني والبقاء في المنازل وتعطيل العمل الحكومي الرسمي، من السادسة صباحا حتى 12 ظهرا كل يومي الأحد والأثنين من كل أسبوع.
تأتي هذه الدعوات بالتزامن مع توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات لتجديد الثقة في النظام السابق عبر تمكين ودعم عودة المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش، إلى واجهة المشهد، وتسليمه الزمام سياسيا وعسكريا واقتصاديا، بقيادة سفير اليمن السابق لدى الامارات والمقيم فيها منذ 2013م احمد علي عبدالله صالح عفاش.
وتتبنى قيادات اجنحة الرئيس السابق علي عفاش، في المؤتمر الشعبي العام، بكل من ابوظبي ومصر والرياض، الترويج لخطة حل سياسي لحرب اليمن في دوائر القرار الدولية بدعم اماراتي، ترتكز على قيام مجلس رئاسي مؤقت برئاسة احمد علي عفاش ويكون نائبه عيدروس الزبيدي، ويضم بعضوية الحوثيين والاحزاب السياسية (مكونات الشرعية)، والقوى الجنوبية (المقاومة، الحراك، ..الخ).
لكن بيان "احرار المؤتمر المطالبين بتصحيح مسار المؤتمر" الصادر في صنعاء الاحد، بنظر مراقبين "يأتي ليضاعف مأزق المؤتمر الشعبي جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش، الموالي للامارات، وتصاعد حدة الرفض التي يواجهها في عدن والمحافظات الجنوبية، حدا دعت رئاسة المجلس الانتقالي للاعلان رسميا عن رفض اي نشاط له في الجنوب واقتحام مقره في عدن ومصادرته وتحويله إلى مقر لرئاسة المجلس، نهاية الشهر الفائت".
وتصاعدت مؤخرا الخلافات الحادة بين "المجلس الانتقالي" والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس السابق، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" في الساحل الغربي، إثر تحديه "الانتقالي" واشهار فرع لمكتب قواته في شبوة بدعم اماراتي، أثار موجة غضب بين اوساط قيادات وسياسيي "الانتقالي" وانصاره، باعتباره "محاولة النظام السابق العودة للحكم على حساب دماء الجنوبيين".
يشار إلى أن التحالف وبضغط اماراتي يسير -بنظر مراقبين للشأن اليمني- باتجاه "تغيير المسرح العسكري في البلاد، على طريق تغيير توازن القوى وفرض تسوية سياسية تُنهي الحرب، بتقسيم اليمن إلى دولتين أو اقليمين اتحاديين مبدئيا، وتسليم الزمام شمالا للمؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي، وجنوبا للمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي، ضمن مجلس رئاسي مؤقت يستوعب جميع القوى بما فيهم الحوثيين".
شاهد دعوات القاضي عبدالوهاب قطران للثورة ضد الحوثيين:
شاهد دعوات النائب احمد سيف حاشد لاسقاط سلطات الحوثيين:
شاهد وزير حوثي سابق يدعو لاسقاط سلطات الحوثيين :