العربي نيوز:
ورد للتو، تحذير عاجل، بشأن تعز، وما تشهده من تطورات متسارعة، على خلفية تصعيد وتيرة مجريات تنفيذ مخطط واسع لاسقاط ريف المحافظة وصولا الى مدينة تعز، صدر هذه المرة عن "المجلس الاعلى للمقاومة الشعبية"، معلنا التصدي للمخطط وأن قوات الامن والجيش الوطني خط احمر.
جاء هذا في لقاء تشاوري استئنائي عقده مجلس المقاومة الشعبية لوجهاء وقيادات تعز، الاثنين (3 نوفمبر) كُرس لمناقشة المستجدات الأمنية والسياسية بمحافظة تعز، في ظل موجة الاغتيالات الأخيرة والحملات الإعلامية التي تستهدف الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والمقاومة الشعبية في المحافظة.
شهد اللقاء نقاشًا واسعًا ومداخلات مستفيضة "تناولت مختلف القضايا التي تمسّ محافظة تعز، من أوضاعها الأمنية والخدمية، إلى معركة التحرير، ودور المجتمع في تعزيز الصمود ومواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف وحدتها ومكانتها الريادية، وضرورة الالتفاف حول أجهزة الامن والجيش الوطني".
وفي اللقاء المنعقد تحت شعار "على خُطى التحرير وبناء الدولة .. كلنا مقاومة"، شارك رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي بكلمة عبر الاتصال المرئي، عبّر فيها عن أمله أن في "أن يكون هذا اللقاء نقطة تحول في صالح المحافظة ويدفع نحو استكمال تحريرها".
من جانبه رحّب الشيخ سعيد سلطان، بالمشاركين من مختلف مديريات تعز، مؤكدًا في كلمة له أن "اللقاء التشاوري يمثل خطوة نحو تعزيز وحدة الصف وتنسيق الجهود في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها المحافظة، وأنه يأتي في وقت تحتاج فيه تعز إلى إطار جامع".
وشدد الشيخ سعيد على حاجة تعز إلى "لقاءات منتظمة توحّد المواقف وتكامل الجهود". مضيفًا: "لقد راهن الكثيرون على أن تعز مدينة حالمة غارقة في المدنيّة، لا تجيد سوى الكلام، لكنهم خابوا وخسروا، فكانت تعز الرصاصة والمدفع، وكانت القوة والعنفوان، وستظل دائمًا رمز المقاومة الباسلة".
بدوره قال الشيخ صادق معيض، في كلمة اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري: إن "اللقاء يمثّل نقطة انطلاق جديدة لتعزيز اللحمة والتماسك ومساندة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية". وأردف: "المقاومة الشعبية تعاملت مع حادثة اغتيال المشهري بجدية ومسؤولية، وشكل فريقا خاصا بشأنها".
وتابع الشيخ معيض، في الرد على حملة طارق عفاش وإعلامه ضد تعز ومقاومتها: "تم تشكيل فريق خاص بتوجيهاتٍ من رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، لمتابعة القضية، نتج عنها الوصول إلى القتلة وتحييد القاتل الرئيسي، والقبض على عددٍ من المطلوبين أمنيًا".
بالمقابل، أكد عضو مجلس المقاومة الشعبية بتعز، عبدالودود السبئي، في كلمة باسم المجلس، أن "الوقت ليس وقت المشاريع الصغيرة ولا المكر والخديعة، بل وقت إثبات الرجولة الحقّة، وتسجيل الموقف السليم، لتحافظ تعز على مكانتها التأريخية وصمودها الأسطوري في وجه كل مشاريع الكهنوت والتقسيم".
وفي البيان الختامي للقاء التشاوري، أكد المشاركون أن "تعز لا تزال في قلب معركة التحرير"، وأعلنوا "تجريم أي ممارسات يقوم بها فرد أو جماعة، تضر بمصالح المواطنين أو تمس كرامتهم، والبراءة من كل الممارسات التي تسيء إلى تعز مشروعًا ومقاومة، مؤكدين تجريمهم لأي إيواء للخارجين عن القانون".
مشددين على "ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار بعموم محافظة تعز، مُطالبين الأجهزة الأمنية في بالقيام بدورها بكل جدارة". وطالبوا "السلطة المحلية بتحقيق نموذج كفء في إدارة موارد المحافظة وتحسين الخدمات العامة". والسلطة القضائية بـ"البت في القضايا المعلقة". محذرين من "تبرير الفساد وتسويق الفشل".
ودعا البيان مجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية وكل المؤسسات الرسمية والشعبية إلى "دعم الجيش والأمن بالقدرات اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر". وإلى "ضبط العمل الإعلامي بآليات واضحة". معتبرين "أي انفلات إعلامي أو إساءة إلى الجيش الوطني والأجهزة الأمنية خطوطًا حمراء لا يجوز تجاوزها".
شاهد .. لقاء موسع لقيادات ووجهات محافظة تعز (صور)
ومني طارق عفاش، قائد التشكيلات المسلحة الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، بانتكاسة جديدة ومفاجئة له وتوجهات ابوظبي من ورائه، جراء إحباط مخططه الجديد وفشله من جديد في إسقاط ريف ومدينة تعز، والسيطرة على تعز كاملة. حسب ما اكدته مصادر أمنية وعسكرية وسياسية في تعز.
تفاصيل: انتكاسة جديدة ومفاجئة لطارق عفاش
والاربعاء (29 اكتوبر)، اصدرت توكل كرمان اعلانا مفاجئا بشأن طارق عفاش وشقيقه عمار عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، ورئيس "جهاز استخبارات الساحل الغربي والقرن الافريقي (القوة 400)" الممول من الامارات، العميد عمار محمد عفاش، بالتزامن مع تسريبات تعيينه بمنصب خطير.
جاء هذا في تدوينة نشرتها توكل كرمان على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي، أكدت فيها انباء تحركات مريبة لطارق عفاش وشقيقه عمار عفاش، لإسقاط ريف تعز وضمه لسيطرة قواته الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، بدءا من مدينة التربة بمديرية الشمايتين.
وعلقت توكل، على رصد سياسيين ومنهم مصطفى راجح مؤشرات "معركة قادمة في تعز بعد اجتياح الدعم السريع لمدينة الفاشر في السودان"، وتساؤله: إن كانت الامارات ستشارك بقصف تعز أم "ستكتفي بدعم جنجوبد طارق دقلو؟". بقولها: "لا تقلق، خمسة كراتين طماط ستقوم بالواجب".
في السياق، نفسه، كانت توكل كرمان، نشرت الاثنين (27 اكتوبر)، تدوينة علقت فيها على تحركات طارق عفاش وشقيقه عمار في مدينة التربة، بـأنهما: "يحلم طروقة واخوه عمار من خلال دعمهم وتمويلهم لمن سبق وان اشتغلوا طابور خامس مع الحوثي وغطاء اعلامي وسياسي حين اسقاط صنعاء".
مضيفة: إن حلم طارق وعمار عفاش "بالاستيلاء على مدينتي التربة وتعز، ذلك مجرد وهم لا أكثر، وإلا فكما قلت، فإن كم كرتون من الطماط كافي ليس فقط من حرمانه من دخول التربة ومدينة تعز بل وتحرير المديريات الأربع التي يحتلونها من تعز، والله وبالله، سترون أن تحرير صنعاء يمر عبر تحرير المديريات الأربع".
يترافق هذا مع تسريب مصادر سياسية وأمنية متطابقة، معلومات خطيرة عن قرار جمهوري مرتقب صدوره عن الرئيس العليمي بضغط اماراتي يقضي بتعيين عمار عفاش، رئيسا لجهاز امن الدولة" الذي جرى تأسيسه بدمج كل من جهاز الامن السياسي، وجهاز الامن القومي والاستخبارات العسكرية لحراس طارق عفاش والعمالقة الجنوبية.
تفاصبل: قرار مرتقب بتعيين عمار عفاش !
ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، رئيس "جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات، بالسعي لزعزعة امن تعز عبر خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وتأجيج السخط الشعبي، ضمن مساعي الامارات لتأمين سيطرتها على مديرية وميناء المخا، واجتياح ريف ومدينة تعز.
تفاصيل: طارق عفاش يتلقى اتهاما مربكا !
تسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على عدد من مديريات محافظة الحديدة، و4 مديريات محافظة تعز وفي مقدمها المخا وميناؤها، ويستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.
وشارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي، قبل أن يعلنا رسميا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، ومجاهرة طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، وتمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية في اليمن نهاية 2017م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) وغربه (طارق عفاش).
ميدانيا، تفاقمت معاناة الملايين من المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
