الثلاثاء 2025/09/23 الساعة 01:45 ص

توكل كرمان تحذر انتفاضة تعز !

العربي نيوز:

خاطبت الناشطة الحقوقية والسياسية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، المواطنين القاطنين في محافظة تعز، بشأن تظاهراتهم الحاشدة المطالبة بضبط قتلة مدير عام صندوق النظافة والتحسين في تعز افتهان المشهري، واقالة محافظ تعز نبيل شمسان وقائد الجيش الوطني بمحور تعز اللواء خالد فاضل.

جاء هذا في تصريح نشرته توكل كرمان على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي، أشادت فيه بموقف المواطنين في تعز حيال التقاعس في ضبط المتورطين المعروفين بالاسم والصورة في جريمة اغتيال افتهان المشهري، على خلفية صلات قربى تربطهم بقيادات امنية وعسكرية في محافظة تعز. محذرة من التراجع عن موقفهم.

وأعلنت كرمان في تصريحها بحائطها في منصة "فيس بوك"، ليل الاحد (21 سبتمبر) تأييدها مطالب تعز بقولها: "أحيي حشود المتظاهرين في تعز المطالبة بالقبض على قتلة الشهيدة إفتهان المشهري وتقديمهم للعدالة، وبسرعة ضبط وبسط سيطرة الدولة على أحياء المفصعين وسحب سلاحهم في حي الروضة وكلابه وغيرها".

ميدانيا، تواصل حشود المواطنين التظاهرات الاحتجاجية الغاضبة في مدينة تعز، لليوم الخامس تواليا، أمام مقر ديوان محافظة تعز وإدارة أمن المحافظة، مطالبين بـ "ضبط القتلة المجرمين"، ورافضين "عجز اجهزة الامن عن ضبط القاتل الحقيقي، واكتفائها باعتقال مشتبهين" رغم التعرف على المتورطين بالاسم والصورة.

والتأمت مسيرة احتجاجية حاشدة لأهالي مديريات الحجرية مع مئات الآلاف من المواطنين المحتجين في شارع جمال، وسط مدينة تعز، الاحد (21 سبتمبر)، مرددين هتافات غاضبة بينها: "ياللعار ياللعار .. افتهان قتلت بالنار". ومؤكدين أن "لا مساومة ولا تراجع عن ضبط القتلة، والقصاص منهم".

التظاهرات الشعبية الحاشدة في تعز، تواصل رفع لافتات وترديد هتافات تطالب بـ "سرعة القبض على الجناة وتقديمهم الى العدالة العاجلة"، وتحمل السلطة المحلية وقيادة محور تعز مسؤولية الانفلات الامني واستمرار العصابات المسلحة طليقة تعبث بأمن وتنتهك حرمات وحقوق المواطنين.

ويهتف المواطنون المشاركون في الاحتجاجات الحاشدة، بمطالب "رحيل محافظ تعز وقائد محور تعز". مؤكدين أن "استمرار تجاهل مطالبهم سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، في مسعى لتحقيق العدالة وإنصاف الضحية، وانقاذ تعز من الانفلات الامني والمتواطئين معه".

بالتوازي، وصل والد الفقيدة افتهان المشهري، وهو قنصل فخري لليمن في جمهورية تركيا الاسلامية، ضمن الحشود الكبيرة القادمة من مديريات الحجرية إلى وسط التظاهرات الحاشدة بشارع جمال، والقى كلمة طالب فيها بـ "القصاص من القتلة، وتقديمهم بالكامل للعدالة لينالوا جزاءهم العادل".

ويواصل موظفو وعمال صندوق النظافة والتحسين احتجاجاتهم على التقاعس الامني عن ضبط القاتل الرئيسي في جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، عبر إغلاق شوارع رئيسية ببراميل القمامة، والاضراب عن العمل، ونصب خيام اعتصام، أمام مبنى المحافظة.

من جانبها، أعلنت إدارة شرطة تعز الاثنين (22 سبتمبر) في بيان لها "إن شرطة مديرية مشرعة وحدنان ضبطت الأربعة المشتبهين ومن بينهم سائق الدراجة النارية الذي استخدمها الجناة في تنفيذ جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، الأستاذة افتهان المشهري".

بدورها، قالت قيادة محور تعز وإدارة شرطة المحافظة، في بيان مشترك: إن "الحملة الأمنية المشتركة قامت بانتشار واسع في المربع الشمالي الشرقي للمدينة حيث يُرجّح وجود المشتبه به، ونصبت نقاط تفتيش وحواجز أمنية، واستعانت بوحدات الشرطة النسائية لتفتيش بعض المنازل المشتبه بها".

وليل السبت (20 سبتمبر)، اعلن مركز الإعلام الأمني لشرطة محافظة تعز: إن "شرطة تعز ضبطت ثلاثة من المشتبهين في جريمة اغتيال الشهيدة افتهان المشهري، بينهم الراصد للعملية، وتواصل مداهمة منازل يُشتبه بوجود بقية الجناة فيها". مؤكدا "استمرار حملة ضبط المتورطين بالجريمة".

كما أعلنت شرطة محافظة تعز، الجمعة (19 سبتمبر)، في بيان نشره مركزها الاعلامي عن "القاء القبض على المدعو جسار أحمد قاسم، أحد المتهمين في جريمة اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، مديرة مكتب النظافة والتحسين بالمحافظة". مؤكدا "استمرار الحملة لملاحقة بقية الجناة".كما

يأتي هذا بعدما اعلنت اللجنة الامنية العليا بمحافظة تعز، في بيان الخميس (18 سبتمبر) "تحريك حملة امنية مشتركة لتعقب الجناة وعلى رأسهم المتهم محمد صادق (الباشق)، بعدما تم تحديد هوياتهم بالكامل". بكاميرات المراقبة، وشددت على "نشر صور المطلوبين في جميع المنافذ والنقاط الأمنية لضمان عدم إفلاتهم".

وتتابع هذه التطورات، وسط احتقان مدينة تعز بتظاهرات شعبية وعمالية غاضبة، بعدما تكشفت خفايا صادمة وخلفيات فاجعة لجريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز، افتهان المشهري، نهار الخميس (18 سبتمبر) في جولة سنان وسط مدينة تعز، باطلاق ما يزيد عن 20 رصاصة اخترقت رأسها وجسدها.

تفاصيل: خفايا صادمة لاغتيال افتهان (وثيقة)

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن "حملة امنية تحركت إلى ما يُعرف باسم ‘مربع الموت‘ شمال شرق المدينة، حيث اندلعت اشتباكات مع نحو 200 مسلح بأسلحة خفيفة ومتوسطة بينها اطقم عسكرية ورشاشات متوسطة وقذائف RBG، يوفّرون الحماية للجناة، قبل أن تتراجع القوات باتجاه جولة زيد الموشكي".

ونوهت المصادر المحلية إلى أن "تراجع قوات الحملة الامنية لجولة الموشكي، جاء على خلفية وعود من المسلحين الذين تجمعهم روابط اسرية وقبلية عصبوية، بتسليم القاتل نفسه". لكنها اكدت ان "هذه الوعود مجرد مماطلات لكسب الوقت، تمهيدًا لتهريب الجناة إلى مناطق آمنة مع حلول الليل".

وفقا لاعلاميين وناشطين، فإن دوافع الاغتيال ترجع إلى "اغلاق افتهان المشهري منافذ الفساد بالصندوق"، وأنها "رفضت تقاسم ايرادات صندوق النظافة بين مسؤولين ونافذين، وسخرتها لشراء معدات ثقيلة وتحسين النظافة وتشجير الشوارع وتكريم العمال، ورفضت السيطرة على مقر فرع للصندوق".

ونشر حسام الشرماني (مصور وصانع افلام) حديثا مصورا، للفقيدة افتهان المشهرين، قالت فيه: إنها "أول امرأة تعينت في منصب تنفيذي بمحافظة تعز، وأن ابرز التحديات التي واجهتها هي كونها امرأة". وأردفت: "أتيت الى صندوق النظافة وهو مثقل بالديون والواجبات للحفاظ على سلامة الناس والبيئة".

لكن مصادر محلية، اكدت أن "ما يجري في تعز وبخاصة المربع الشمالي، لا يمكن النظر إليه كتحرك فردي"، وتحدثت عن "رأس كبيرة تقف خلف هذه العصابة وتمولها، من داخل اليمن أو خارجه". مشيرة الى أن "الهدف تنفيذ أجندة خفية تتجاوز جريمة الاغتيال، إلى أهداف اخطر"،

تعتبر تعز من أكثر المحافظات تضرراً جراء الحرب المتواصلة في اليمن، وتشهد مدينة تعز بين الحين والآخر جرائم اغتيال وتفجيرات تستهدف شخصيات أمنية وعسكرية وقضائية وحكومية ادارية، تتهم بتنفيذها خلايا تابعة للامارات.

وتعاني تعز، من استمرار محاولات طارق عفاش وشقيقه عمار، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، ومسؤول استخبارات قواته، زعزعة امن تعز عبر خلايا الاغتيالات وعصابات مسلحة، تسعى إلى نشر الفوضى في المدينة وتأجيج السخط الشعبي.

تسعى الامارات، الى استكمال السيطرة على كامل الساحل الغربي لليمن، وتأمين سيطرتها على مديرية وميناء المخا، بتنفيذ محاولات عدة نفذتها مليشياتها المحلية لاجتياح ريف تعز وصولا الى السيطرة على مدينة تعز، وتصدت لها قوات الجيش.

وتُضاف محاولات زعزعة امن تعز، الى معاناة تعز من تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة ، وتفاقم ممارسات الفساد من قبل عناصر محسوبة على النظام السابق في السلطة المحلية للمحافظة.

يشار إلى أن مدينة تعز، ظلت تواجه حصارا من جهة الساحل الغربي تنفذه قوات طارق عفاش، وحصارا من جهتي الجنوب والشرق تنفذه مليشيا "المجلس الانتقالي" في لحج، بجانب الحصار المفروض على جبهات التماس مع الحوثيين، شمالا.