الأحد 2025/09/07 الساعة 08:43 ص

توكل كرمان تتفق مع الحوثيين !

العربي نيوز:

بعثت الناشطة اليمنية الحقوقية والسياسية، الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، رسالة عاجلة، غير متوقعة، الى جميع اليمنيين في الداخل والخارج، وكذا الأمة الإسلامية والعربية، وشعوب العالم اجمع، اتفقت فيها مع جماعة الحوثي في احياء مناسبة دينية محل جدال سنوي واسع.

جاء هذا في برقية نشرتها توكل كرمان على جميع حساباتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، اتفقت فيها ولأول مرة، مع جماعة الحوثي الانقلابية، في اصرارها على احياء ما يسمى "ذكرى المولد النبوي الشريف"، والاحتفال به سنويا، رغم الجدال المتجدد سنويا حول مشروعية الاحتفال بها.

وقالت توكل كرمان في برقيتها، الخميس (4 سبتمبر): "أهنئ الأمة الإسلامية والعربية، وأهنئ شعوب العالم أجمع بذكرى مولد النبي الأعظم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، إنها ذكرى ميلاد الرحمة المهداة، والنور الذي أضاء دروب البشرية بالقيم السامية للعدل والحرية والكرامة".

مضيفة: "تأتي هذه الذكرى العطرة وشعوب كثيرة حول العالم ما زالت تعاني من القمع والظلم والاستبداد، لتذكرنا بواجبنا الأخلاقي والإنساني في نصرة المظلومين، والوقوف إلى جانب المقهورين، واستلهام مبادئ النبي الكريم الذي جعل العدل أساس الرسالة، والحرية عنوان الكرامة، والسلام جوهر الدعوة".

واختتمت توكل كرمان برقيتها بدعوة عاجل الى جميع اليمنيين والامة الاسلامية والعربية وشعوب العالم، بقوله: "فلنجعل من هذه المناسبة العظيمة محطةً لتجديد العهد مع قيمه ومبادئه، ونداءً متجددًا للكفاح من أجل إنقاذ المظلومين، وصناعة عالم أكثر عدلاً ورحمة وإنصافاً. وكل عام وأنتم بخير".

وتشهد العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة سلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، في 14 محافظة، احتفالات سنوية بمناسبة ذكرى "المولد النبوي"، بجانب عدد من مناطق سيطرة سلطات الشرعية اليمنية، تشهد احياء المناسبة كتقليد سنوي في محافظات: مارب، تعز، الضالع، لحج، ابين، وشبوة، وحضرموت، والمهرة.

شاهد .. احتفالات "المولد النبوي" تمتد للمحافظات المحررة (فيديو)

كما تشهد عدد من الدول العربية والاسلامية، مع بداية شهر ربيع الاول من كل عام هجري، احتفالات عامة وشعبية بمناسبة ذكرى "المولد النبوي" الذي تتفق هذه الدول ومعظم المراجع ومصادر السيرة النبوية في أنه يوافق الثاني عشر من ربيع الاول، في حين تقول بعض المصادر أن هذا اليوم "يوم وفاة الرسول لا مولده".

ويأتي بين أبرز الدول العربية التي تشهد سنويا احتفالات "المولد النبوي" بمناسبة ذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: مصر، السودان، الاردن، العراق، سوريا، فلسطين، سلطنة عمان، الامارات، الكويت، ليبيا، تونس، الجزائر، والمغرب. ومن ابرز الدول الاسلامية: ايران، باكستان، واندونيسيا، ماليزيا، وغيرها.

شاهد .. احتفالات "المولد النبوي" تغزو الدول الاسلامية (فيديو)

لكن احتفالات "المولد النبوي" تثير في هذا التوقيت من كل عام جدلا، فتصنفها الجماعات "السلفية" و"الوهابية"، بأنها "بدعة وضلالة"، وتلقى من مشايخها معارضة كبيرة، ويحتج المعارضون بأن "الرسول لم يحتفل بذكرى مولده وكذلك الصحابة والخلفاء الراشدين من بعده"، ويعتبرونها بأنها بدعة، ابتدعها الخلفاء الفاطميون".

ويبرر معارضو احتفالات "المولد النبوي" بقولهم إن الاحتفالات "تبالغ في تعظيم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حد العبادة والتوسل به كما يفعل المسيحيون مع عيسى". الامر الذي ينفيه المحتفلون وينكرونه على من يفعله، مؤكدين ان المناسبة تسمى المولد النبوي، وهو اقرار بأن الاحتفاء بذكرى مولد نبي مرسل من الله.

كما يرد مَن يحييون ذكرى "المولد النبوي" بما فيها مشيخة الازهر في مصر، بأن احتفالاتهم "تعظيم لنعمة الله تعالى على سائر خلقه بأن ارسل لهم رسولا يعلمهم الكتاب والحكمة، وبعثه رحمة للعالمين"، ويعتبرون احتفالات المولد "تنفيذا لأمر الله بمحبته ورسوله ولقول الله تعالى: فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".

موضحين أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الاثنين لكونه "يوم ولدت فيه"، وأن الاحتفال بالذكرى "يشهد ترديد الاناشيد والمدائح للرسول، وتعقد جلسات استدعاء سيرته، واستذكار مسيرته، واحياء سنته، وتجديد محبته، وتوثيق الارتباط به والاقتداء به تنفيذا لأمر الله بأن جعل رسوله أسوة حسنة للمؤمنين".

شاهد .. فتوى مشيخة الأزهر في حكم احتفالات "المولد النبوي"

وتشهد احتفالات "المولد النبوي" في العادة، بجانب اقامة الولائم وتوزيع اللحوم للفقراء والحلوى للاطفال، نشر الرايات والاضواء الخضراء بزعم أن "اللون الاخضر لون سعف النخيل الذي استقبل به الانصار الرسول" وأن "اللون الاخضر أكثر الالوان ذكرا في القران الكريم وورد ذكره بأنه اللون الاعم للجنة ونعيم اهلها".

يشار إلى أن اثارة الجدل سنويا حول مشروعية الاحتفال بذكرى مولد خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، توسع الفرقة بين المسلمين وتذكي نزعات التعصب المذهبي وتقسيم الامة الى مذاهب وطوائف، على نحو يخدم اعداء الاسلام والامة الاسلامية، في ظل تهديدات ماثلة، تفرض اتحادها ضد الكيان الصهيوني.