الاربعاء 2025/09/03 الساعة 09:32 ص

كارثة.. انهيار يدفن قرية بأكملها (صور)

العربي نيوز:

وقعت كارثة طبيعية، مصاحبة لهطول الامطار، نكبت عشرات الاسر ولقي حتفه نحو الف شخص، دفعة واحدة، جراء انزلاق أرضي، ألحق دمارا كبيرا بقرية ودفن منازلها على رؤوس جميع ساكنيها، وأعاد الى الذاكرة ما حدث قبل سنوات لقرية الظفير في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء.

وأعلنت حركة جيش تحرير السودان عن "واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث"، وقالت في بيان الثلاثاء: إن "انزلاقات أرضية كبيرة ومدمرة وقعت الاحد، وأدت إلى دمار كامل لقرية ترسين شرقي جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني، في اقليم دارفور، غرب السودان".

مضيفة: إن الانزلاق الصخري أدى إلى "تسوية القرية بالأرض تماما، ومصرع كامل سكان قرية ترسين، الذين يُقدر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد، وفق المعلومات الأولية". وأطلقت مناشدة للمساعدة في انتشال ضحايا الانزلاق.

وأوضح بيان حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على المنطقة، أن الكارثة وقعت الأحد (31 اغسطس) "بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الفائت". وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية "المساعدة بانتشال جثامين الموتى ودفنهم".

من جانبه، أعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن ما حدث بقرية ترسين "مأساة إنسانية". وقال في بيان: "فقدنا عددا كبيرا من المواطنين في كارثة طبيعية مدمرة. إن المأساة أكبر من طاقة أهل المنطقة". مناشدا المنظمات الإنسانية الدولية التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة.

ووصف رئيس حركة تجمع قوى السودان، الطاهر حجر، كارثة قرية "ترسين" بجبل مرة، بأنها "فاجعة"، وقال في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك": إن "هذه الفاجعة تضع الجميع أمام واجب إنساني وأخلاقي يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتقديم الدعم العاجل للمتضررين".

إلى ذلك، نعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق اول عبد الفتاح البرهان، ضحايا الانزلاق في قرية "ترسين"، وأكد "تسخير كل الإمكانيات المتاحة لتقديم الدعم والإغاثة". غير أن تضاريس المنطقة ووعورة الطريق وظروف المعارك تجعل من الصعب وصول فرق الانقاذ والمساعدات.

وتُعتبر قرية "ترسين" منطقة نائية، كانت تعرف بوفرة انتاجها الحمضيات، وبنيت منازلها على طبقة ترابية، شديدة الانحدار بسلسلة جبال مرة البركانية الوعرة، التي تمتد لمسافة 160 كم جنوب غرب مدينة الفاشر، وتحولت المنطقة ملاذا للنازحين من الأسر الفارة من القتال في الفاشر ومحيطها.

تسيطر مليشيات الدعم السريع (الجنجويد) الانقلابية على إقليم دارفور بشكل شبه كامل وأجزاء من الجنوب، وتحاصر منذ مايو 2024م مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وهي آخر المدن الكبيرة في الإقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، وتضم نحو 300 ألف نسمة.

وتترافق كارثة "ترسين" مع سلسلة كوارث طبيعية، متلاحقة في السودان منذ مطلع العام، فتسببت الفيضانات والسيول في خسائر بشرية ومادية في عدد من الولايات، وسط عجز في الاغاثة بفعل الحرب المتواصلة منذ ابريل 2023م، مع مليشيا "الدعم السريع" الانقلابية المدعومة من الامارات.

تفاقم تدهور الاوضاع الانسانية في اقليم دارفور، بفعل الكوارث الطبيعية المتلاحقة، وجرى اعلان المجاعة في مناطق عدة من الاقليم الذي يتألف من خمس ولايات، تخضع بشكل شبه كامل واجزاء من الجنوب لسيطرة مليشيا "الدعم السريع" الانقلابية، وتسعى قوات الجيش السوداني الى استعادتها.

ويبسط الجيش السوداني سيطرته على معظم مناطق الشمال والشرق والغرب في البلاد، واستطاعت قواته خلال العام الجاري، استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم. ويحول الدعم الاماراتي للمليشيا الانقلابية، بالمال والسلاح والمرتزقة، دون انهاء الحرب التي قتلت وجرحت عشرات الآلاف وشردت الملايين.

تفاصيل: السودان يدمر طائرة اماراتية (محصلة)

تتبنى الامارات تنفيذ اجندة مشتركة مع الكيان الاسرائيلي لتقسيم الدول ذات الاهمية الاستراتيجية في المنطقة بشريا وعسكريا واقتصاديا وملاحيا، عبر تمويل انشاء مليشيات محلية تابعة لها، كما فعلت في ليبيا وسوريا والصومال والسودان، واليمن بتبنيها مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيا طارق عفاش.

وعّمَدت الامارات، منذ بدء مشاركتها في تحالف "دعم الشرعية" في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية (مارس 2015م)، الى الانتشار والسيطرة على موانئ اليمن وسواحله الغربية والجنوبية وجزره الاستراتيجية وأبرزها ميون (بريم) وعبدكوري وسقطرى، ضمن اجندة اطماعها في الهيمنة على المنطقة، اقتصاديا وملاحيا.

يشار إلى أن الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، يخوض منذ منتصف أبريل 2023، مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلَّفت عشرات الالاف من القتلى والجرحى وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.

كارثة.. انهيار يدفن قرية بأكملها (صور)كارثة.. انهيار يدفن قرية بأكملها (صور)