العربي نيوز:
اتخذت السلطة المحلية في تعز، قرارا غير مسبوق، فجر موجة جدل واسعة هي الاكبر، بين اوساط اليمنيين، عموما، وبصورة اكبر اوساط السياسيين والاعلاميين والناشطين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، قضى بمنع وحظر ارتداء زي شعبي تراثي، بوصفه زيا اماميا لحرس الامام او ما يعرف "العكفي".
جاء هذا في تعميم صادر عن مكتب الثقافة والسياحة في تعز، قضى بمنع لباس "العكفي" في الأعراس والمناسبات الاجتماعية، وفي التصاميم والدعوات للأعراس وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. مبررا القرار بأن "لباس العكفي ينتمي إلى الحقبة الإمامية البائدة، والعكفة كرستها الإمامة كأداة قمعية لتنفيذ سلطتها المستبدة".
مضيفا: أن "إعادة إنتاج هذا الزي في المناسبات الاجتماعية يعد تشويها للوعي التاريخي، واستهانة بذاكرة الظلم وطمسا لهوية تعز الجمهورية المقاومة". وأردف: "يتم التعميم على محال التصوير والتصميم والطباعة بعدم استخدام صور أو تصميمات تتضمن زي "العكفي"، في بطاقات ودعوات الأعراس".
وشدد التعميم على "التنسيق مع منظمي الفعاليات وصالات الأعراس لـ "التوعية بمخاطر تكريس هذا المظهر المستورد من إرث إمامي مرفوض، وتنفيذ حملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي لذات الهدف"، بالإضافة لـ "تعزيز البدائل المستمدة من التراث الشعبي التعزي الأصيل، كعنصر من عناصر المقاومة الثقافية".
في المقابل، اعتبر المعارضون لهذا القرار أنه "مغالاة في التمييز العنصري في المجتمع بدعوى القضاء على التمييز". واكدوا أن الزي الذي جرى احياؤه على نطاق واسع بعد اندلاع الحرب، كزي للعرسان، جرت اضافة نقوش بخط المسند على الاحزمة التي تعتلي الصدر، احياء للقومية اليمنية بوجه ما عداها من تصنيفات مجتمعية او سياسية".
يشار إلى أن الشباب عمدوا مؤخرا الى احياء ازياء التراث الشعبي، للرحال والنساء، على حد سواء، في مواجهة تنامي نعرات التمييز الطبقي والمجتمعي والسياسي، في اوساط المجتمع، واحياء الهوية اليمنية الجامعة لكل اليمنيين، وقد وجدت هذه المبادرة انتشارا واسعا تجاوز اليمن الى خارجه، وحاز اصداء ايجابية واسعة.