الخميس 2025/05/01 الساعة 03:45 ص

امريكا ترعى اول تعاون يمني اسرائيلي !

العربي نيوز:

اعلنت الولايات المتحدة الامريكية، رسميا، عن رعايتها اول تعاون رسمي مباشر بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والولايات المتحدة، لصالح الكيان الاسرائيلي، في واحد من اخطر المجالات على الاطلاق، متمثلا في قطاع الأثار والمخطوطات التاريخية، وتحت يافطة "حماية الاثار اليمنية واعادة المنهوب منها".

كشف هذا لأول مرة، الباحث اليمني في مجال الاثار اليمنية، عبدالله محسن، والمتخصص في تعقب الاثار والمخطوطات اليمنية المهربة الى خارج اليمن في المتاحف والمزادات الخاصة ببيع وشراء الاثار، حول العالم، بما فيها الاثار والمخطوطات اليمنية المهربة والمباعة للكيان الاسرائيلي ومتاحفه.

جاء هذا في تدوينة صادمة نشرها الباحث محسن على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، ازاحت الستار عن تنازل خطير من الحكومة الشرعية في بنود الاتفاقية الموقعة بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية، بشأن فرض قيود على استيراد المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية.

وقال الباحث اليمني عبدالله محسن: "في 30 أغسطس 2023، وقّعت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية اليمنية اتفاقية ثنائية، بعنوان مذكرة تفاهم بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الجمهورية اليمنية بشأن فرض قيود على استيراد أنواع من المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية".

مضيفا: (الاتفاقية) وفقًا لأحكام قانون الولايات المتحدة رقم 19. ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ في 15 أبريل 2024، بعد تبادل المذكرات الدبلوماسية، وهي تُعدّل قيود الاستيراد الطارئة المفروضة سابقًا على المواد الأثرية التي يعود تاريخها إلى حوالي 200,000 قبل الميلاد حتى عام ١٧٧٣ ميلاديا".

وتابع : إن الاتفاقية الموقعة، بشأن تعديل قيود الاستيراد للولايات المتحدة المفروضة على المواد الأثرية تشمل "بعض المواد الإثنولوجية للتراث الثقافي اليمني من عام ١٥١٧ ميلاديا حتى عام ١٩١٨م"، بحسب ما ورد في الصفحات من 73275 وحتى 73280 من السجل الفيدرالي المجلد 89 رقم 175".

موضحا أنه "أعادت الولايات المتحدة مؤخراً عدداً من آثار اليمن في أجواء احتفالية، تنفيذاً لاتفاقية بين البلدين تفرض قيود على استيراد المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية. وكشف عن استثناء خطير وافقت عليه الحكومة اليمنية في الاتفاقية بشأن المخطوطات اليمنية، يعود لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وقال محسن: إن "الحكومة اليمنية ممثلة بـ وزارة الإعلام والثقافة وسفارتنا في واشنطن، تغاضت عن استثناء الجمارك الأمريكية المخطوطات اليمنية باللغة العبرية من القيود المفروضة على استيراد المواد الأثرية والإثنولوجية اليمنية، وهو تنازل لا يحق لها منحه لأي دولة أو شخص إلا وفق إجراءات دستورية".

مضيفا: "ووفقاً لهذا التطور الذي طرأ على لائحة الجمارك لتنفيذ الاتفاقية الصادرة في 10 سبتمبر 2024م، لا يعتبر تهريب المخطوطات اليمنية باللغة العبرية والقطع الإثنولوجية اليهودية، من اليمن، المتعلقة بالاحتفالات أو الطقوس الدينية". كاشفا عن تداعيات وتبعات خطيرة لهذا القرار الحكومي اليمني.

وتابع الباحث المتخصص في الآثار اليمنية عبدالله محسن: "أتوقع زيادة وتيرة التهريب نتيجة لهذا القرار الذي غضت الحكومة الطرف عنه، كما سيضعف موقف اليمن في حالة المطالبة باستعادة مجموعة المخطوطات العبرية التي نهبت من متحف تعز، ومخطوطات التوراة التي هرب العديد منها خلال فترة الحرب".

مشيرا إلى أن "متحف تعز تعرض للنهب بداية الحرب، وفقد أكبر مكتبة محلية من المخطوطات اليمنية باللغة العبرية بما فيها ثاني أطول مخطوطة توراة أثرية ملفوفة طولها 17.8 متر وعرضها 56 سم. وفي العام 2016م هُربت عبر مطار صنعاء واحدة من أندر مخطوطات التوراة". بوصفها "تراثا شخصيا ليهود اليمن المسافرين".

ونقل الباحث عبدالله محسن عن موقع "اسرائيلي"، قوله: "حصلت المكتبة الوطنية العبرية في القدس على أكبر مجموعة من المخطوطات اليمنية في العالم. وتشمل المجموعة التي يبلغ عددها 60 ألف قطعة قطعا بارزة. وقد تم التبرع بها للمتحف يوم الخميس 18 يناير 2024م من قبل عائلة يهودا ليفي ناحوم (1915-1998)".

موضحا أن "ليفي ناحوم" الذي نقل هذه الكميات الهائلة من المخطوطات اليمنية الاثرية المكتوبة باللغة العبرية "يهودي يمني هاجر إلى فلسطين قبل في عام 1929 عندما كان عمره 14 عاما. وعلى مدى ستة عقود، جمع ناحوم أكبر مجموعة من المخطوطات اليهودية اليمنية في العالم في مكان واحد". حسب تأكيده والموقع العبري.

شاهد .. كشف تعاون بين الحكومة اليمنية و"اسرائيل"

يخدم هذا الاستثناء الحكومي اليمني للمخطوطات اليمنية الاثرية المكتوبة باللغة العبرية، نشاطا محموما للكيان الاسرائيلي في قطاع الاثار والمخطوطات ضمن مساعيه لتزوير التاريخ وتعزيز مزاعمه بدولة اسرائيل التاريخية في فلسطين واراضي الدول العربية المحيطة بها ضمن ما يسميه "دولة اسرائيل الكبرى: من النيل الى الفرات ومن المحيط الى الخليج".

وتعرضت المواقع والمعالم الأثرية والمدن التاريخية اليمنية في عموم محافظات اليمن، للتدمير المباشر بقصف طيران التحالف بداية "عاصفة الحزم" في كل من عدن ومارب وشبوة وحضرموت وزبيد وشبام كوكبان وغيرها من المدن التاريخية، بالتزامن مع نشوط نبش المواقع وتهريب الاثار من عصابات محلية تابعة لمافيا الاثار الدولية، عبر سماسرة في الامارات.

يشار إلى أن أكاديميين ومتخصصين في الاثار، من جنسيات امريكية واوروبية، كانوا كشفوا في وقت سابق عن ازدهار نشاط تهريب الاثار والمخطوطات اليمنية خلال الحرب عبر الامارات ومنها الى مزادات عالمية. واتفقت افاداتهم في ابحاث قدمت لندوات ومنتديات دولية في أن "التقديرات تشير الى تهريب نحو مليون قطعة ومخطوطة اثرية من اليمن".