الجمعة 2025/02/21 الساعة 09:33 م

فاجعة مروعة للامارات وحكامها (تفاصيل)

العربي نيوز:

تلقت دولة الامارات، ضربة جديدة مباغتة ومروعة، اربكت حكامها، وجميع خططها وترتيباتها الحثيثة منذ سنوات للهيمنة على خطوط الملاحة الدولية عبر الخليج وبحر العرب والبحر الاحمر، والسيطرة على الساحل السوداني والساحل اليمني على البحر الاحمر، ضمن مساعيها لفرض نفوذها الاقتصادي والسياسي على المنطقة.

جاءت الضربة الجديدة لحكام دولة الامارات، من الجيش السوداني، بإعلانه الاربعاء (19 فبراير) تحقيقه انتصارًا جديدا وساحقًا ضد مليشيا "الجنجويد" أو ما يسمى "قوات الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بتمويل اماراتي، يشمل التدريب والتسليح والدعم الاعلامي. 

وأعلنت قيادة الجيش السوداني تطهير منطقة "الدشول" في ولاية جنوب كردفان، الواقعة المنطقة على الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج، من مليشيات ما يسمى قوات "الحركة الشعبية- شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، بالتوازي مع دك مواقع عسكرية عدة مليشيا "الجنجويد" المدعومة اماراتيا.

موضحة أن "الطائرات الحربية للجيش السوداني نفذت منذ فجر الأربعاء (19 فبراير) أربع غارات على مواقع لمليشيا ‘الدعم السريع‘ المتمردة، في محيط مدينة ‘الفاشر‘ شمالي دارفور". بينما نقلت وسائل اعلام عن مصدر عسكري في الجيش أن "المليشيا قامت بقصف المدينة بالمدفعية".

وتتواصل انتصارات الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، على مليشيات "الجنجويد" أو ما يسمى "الدعم السريع" الانقلابية بدعم مباشر من دولة الامارات، ضمن مساعيها للسيطرة على ضفتي البحر الاحمر وخطوط الملاحة.

يترافق هذا مع تلقي دولة الامارات صفعة قوية جديدة ومربكة دوليا، داخل مجلس الامن الدولي، التابع لهيئة الامم المتحدة، عبر شكوى رسمية ضد ابوظبي وتدخلاتها العسكرية والسياسية في تمزيق الدول واشعال الصراعات والحروب الاهلية داخلها، تقدم بها سفير السودان لدى الامم المتحدة.

وجدد سفير السودان لدى الامم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، اتهام الامارات بإشعال الصراع في السودان، خلال اجتماع دوري لمجلس الامن الدولي، تضمن جدول اعماله بحث الوضع في السودان. وقال: إن "قوات الجيش السوداني عثرة على جوازات سفر 6 اماراتيين بمواقع مليشيا الدعم السريع".

مضيفا: "السودان اغنى من دولة الامارات ولا يحتاج الى اي دعم منها. فقط المطلوب ان ترفع يدها عن السودان ليتمكن من استعادة استقراره وعليها أن توقف دعمها للمليشيات الانقلابية والمتمردة". وأردف: "إن دعم أبوظبي المالي والعسكري لقوات الدعم السريع هو السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المطول".

وسبق أن اتهم الجيش السوداني الامارات، بـ "دعم قوات الدعم السريع المتمردة". كما طلب مجلس السيادة الحاكم في السودان، رسميا في إبريل الفائت، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوضع حد للتدخل الاماراتي في اشعال الصراع بالسودان، لكن مجلس الامن رفض الاستجابة للطلب.

جاء هذا عقب صدور قرار رسمي سوداني نهاية مارس 2024م، بطرد سفير دولة الامارات، هو الثاني للامارات الذي يطرد دوليا خلال اقل من عامين، اعتراضا على خرق الامارات البروتوكول الدبلوماسي بانتهاك السيادة الوطنية والتدخل في شؤون الدول ودعم اضطرابات سياسية وعسكرية فيها.

تفاصيل: فضيحة.. طرد ثاني سفير اماراتي دوليا

وفي (11 ديسمبر) من عام 2023م، أعلنت وكالة الانباء السودانية (الرسمية) طلب السودان رسميا من 15 شخصا من الدبلوماسيين الإماراتيين مغادرة البلاد خلال يومين، عقب استدعاء الخارجية السودانية القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة الإمارات لدى الخرطوم، بدرية الشحي.

موضحة أن وزارة الخارجية السودانية أبلغتها قرار الحكومة "إعلان 15 شخصا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصا غير مرغوب فيهم، وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة". وإن "الخارجية السودانية طلبت من القائمة بأعمال سفارة ابوظبي نقل القرار إلى حكومتها".

وفي (28 نوفمبر) الماضي، قال عضو مجلس السيادة مساعد قائد الجيش ياسر العطا: إن الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع" المتمردة، في أول اتهام علني لدولة الامارات بالتورط المباشر في اشعال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (الجنجويد).

شاهد .. الخارجية السودانية تطالب بعثة الامارات بالمغادرة

يعد قرار السودان طرد سفير الامارات الثاني بعدما رحلت السلطات المصرية مطلع اكتوبر 2021م سفير الامارات حمد الشامسي، بعد ضبطه متلبسا بجريمة تمس الامن القومي لمصر، في فضيحة دبلوماسية، مدوية تكشف الوجه القبيح للنظام الاماراتي ومؤامراته ضد الدول العربية ذات العمق الحضاري.

تفاصيل: مصر ترحل السفير الاماراتي بعد فضيحة

تزامن قرار السودان بطرد سفير الامارات لدى الخرطوم، مع نشر وكالة استخبارات فرنسية "حرة"، فضيحة كبرى، هزت اركان دولة الامارات، بكشفها عن صفقة ابرمتها الامارات مع ضابط في القوات الفرنسية الخاصة، لتجنيد وتدريب "فيلق" من المرتزقة الاجانب، تعتزم نشر جنوده في اليمن والصومال.

ونشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، وثيقة مراسلات بين ضابط كوماندوز بحري فرنسي قديم مع مسؤولين في الجيش الاماراتي، بشأن صفقة انشاء "فيلق نخبة" جديد من المرتزقة الاجانب، قوامه لا يقل عن 3000 مجند اجنبي، لاحكام الامارات سيطرتها على دفتي مضيق باب المندب الاستراتيجي.

تفاصيل: فضيحة دولية كبرى تهز اركان الامارات (وثيقة)

عزا مراقبون اقليميون ودوليون، توجه الامارات نحو تجنيد فيلق من المرتزقة الاجانب عبر فرنسا ونشره في الصومال واليمن، إلى "سعي ابوظبي لاحتلال باب المندب واحكام السيطرة عليه، بمنأى عن مليشياتها اليمنية (طارق عفاش والانتقالي الجنوبي) بحكم ارتباطاتهما بالمملكة العربية السعودية".

وتتبنى الامارات تنفيذ اجندة مشتركة مع الكيان الاسرائيلي لتقسيم الدول ذات الاهمية الاستراتيجية في المنطقة بشريا وعسكريا واقتصاديا (ملاحيا)، عبر تمويل انشاء مليشيات محلية تابعة لها، كما فعلت في ليبيا وسوريا والصومال والسودان، واليمن بتبنيها مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيا طارق عفاش.

عّمَدت الامارات، منذ بدء مشاركتها في تحالف "عاصفة الحزم" في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية (مارس 2015م)، الى الانتشار والسيطرة على موانئ اليمن وسواحله الغربية والجنوبية وجزره الاستراتيجية وأبرزها ميون (بريم) وعبدكوري وسقطرى، ضمن اجندة اطماعها في الهيمنة على الملاحة الدولية.

يشار إلى أن الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، يخوض منذ منتصف أبريل 2023، مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.