الأحد 2024/11/24 الساعة 05:37 ص

الملك سلمان يصدر قرارا مفاجئا بشأن اليمن

العربي نيوز - الرياض:

أصدر العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قرارا مفاجئا بشأن اليمن، اعتبره مراقبون "قرارا غير متوقع" في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها اليمن والمنطقة برمتها، على خلفية العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية.في فلسطين

وأعلنت وكالة الانباء السعودية (واس)، الخميس (29 اغسطس) "صدور أمر ملكي عن العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بإنهاء خدمة قائد القوات المشتركة الفريق الأول الركن/ مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع، وإحالته إلى التقاعد من تاريخ هذا الأمر".

موضحة أن العاهل السعودي اصدر في المقابل امرا ملكيا قضى بـ "تعيين الفريق الركن فهد بن حمد السلمان قائدا للقـوات المشتركة" للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. في اشارة إلى احتفاظ المملكة العربية السعودية بالتحالف ورقة للضغط في مفاوضاتها مع الحوثيين.

ونوهت إلى أن الاوامر الملكية قضت أيضا بأن "يعفى الفريق الركن/ فهد بن عبدالله بن صالح الغفيلي رئيس أركان القوات البحرية من منصبه، ويعين نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة برتبته". وترقية وتعيين الفريق ركن محمد عبدالرحمن الغريبي رئيسا لأركان القوات البحرية.

كما قضت الاوامر الملكية بأن "يعفى الفريق الركن/ فهد بن عبدالله بن محمد المطير رئيس أركان القوات البرية من منصبه، ويعين مستشاراً بمكتب وزير الدفاع برتبته، ويرقى اللواء الركن/ فهد بن سعود بن ظويهر الجهني إلى رتبة فريق ركن، ويعين رئيساً لأركان القوات البرية".

شاهد .. اعفاءات وتعيينات ملكية بالجيش السعودي

وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي يضم 16 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، رسميا، إنتهاء عملياته العسكرية في اليمن، بالتزامن مع حلول الذكرى التاسعة لانشائه وانطلاق حرب "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن.

جاء هذا في احجام كل من الرياض وأبوظبي والناطق الرسمي باسم التحالف ووزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي عن اصدار اي بيان رسمي بمناسبة الذكرى التاسعة لانشاء التحالف وانطلاق عملياته العسكرية عشية ليلة 26 مارس 2015م "لانهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية".

وأكد هذا الموقف الرسمي لكل من السعودية والامارات، ما سبق ان اعلنتاه نهاية العام 2021م عن مصالحتهما ايران واستئناف العلاقات معها، ودعمهما انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام، ووقفهما على مسافة متساوية من اطراف الحرب في اليمن، وانهما تدعمان مفاوضات سلام يمنية يمنية.

جاء هذا الاعلان السعودي الاماراتي عقب تنفيذ جماعة الحوثي هجمات كثيفة وواسعة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، على المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من الرياض وجدة وابها وابوظبي ودبي، وتداعياتها الاقتصادية الكبرى اقليميا ودوليا.

واضطرت الهجمات الحوثية التدميرية، كلا من السعودية والامارات الى الدفع بتحنية الرئيس هادي ونائبه علي محسن الاحمر ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي "مهمته انهاء الحرب واحلال السلام"، والإعلان عن هدنة مطلع ابريل 2022م، بنودها ما تزال سارية رغم عدم تجديدها.

دفعت السعودية بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، بزعم "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء".

وأدارت مسقط منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي، افضت الى اتفاق تمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات "انهاء الحرب واحلال السلام الشامل في اليمن".

إلى ذلك، علق رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي على المناسبة، بقوله: إن "عاصفة الحزم بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة مثلت رسالة حازمة لردع المشاريع الهدامة المدعومة من ايران في اليمن والمنطقة ونقطة امل فارقة في مسار التضامن العربي".

وحيا الرئيس العليمي "الموقف الشجاع للاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة ودولة الامارات". مبديا في الوقت نفسه تطلع مجلس القيادة إلى "استمرار الالتزام القوي من جانب الاشقاء في التحالف بدعم تطلعات الشعب اليمني في بناء دولته الجامعة، وتحقيق السلام والاستقرار، والتنمية في ربوع الوطن".

شاهد .. تعليق الرئيس العليمي على ذكرى "عاصفة الحزم"

من جانبه، كشف زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، ولأول مرة، عن اسرار خطيرة لمجريات سبع سنوات من الحرب، والدول الداعمة له، ومحصلة خسائر جماعته من المقاتلين والضحايا المدنيين، والعوامل المساندة له بمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وما سماه "خسائر التحالف وهزائمه".

تفاصيل: الحوثي يكشف أخطر اسرار سنوات الحرب (فيديو)

وعَمَّد الحوثي في خطابه، الاثنين (25 مارس) إلى بث رسالة تطمينية لدول المنطقة، بقوله: "ليس لدينا توجه عدائي تجاه أي بلد عربي ولا أي دولة عربية ولا إسلامية، على بقية الدول أن تراجع حساباتها الخاطئة وسياساتها العدوانية تجاه بلدنا. نحن حريصون جدا على التفاهم والسلام مع كل الدول العربية والإسلامية وعلى الأخوة وعلى العلاقات الإيجابية. شعبنا في مقدمة الشعوب حرصا واهتماما بالأمن القومي العربي وبأمن أمتنا الإسلامية".

مضيفا: "على كل البلدان العربية والعالم الإسلامي أن تنظر إلى الشعب اليمني كشعب يجسد الأخوة الحقيقية وهو سند لكل الأمة. شعبنا حريص على أن يسود في البلدان العربية والإسلامية الأمن والاستقرار والعلاقات على أساس أمة واحدة. شعب اليمن يهتم بأمته أن تكون أمة عزيزة، قوية، متآخية، متعاونة، وعدونا واضح. ليس هناك أي بلد عربي له مبرر أن يتوجه بسياسات عدائية ضد شعبنا العزيز باعتبار وهم أو تخيل".

شاهد .. الحوثي يبعث برسائل تطمين مشروطة لدول المنطقة (فيديو)

وتابع: "عدونا هو عدو الأمة بكلها، العدو الإسرائيلي ويشكل خطورة حقيقية على كل المسلمين، وفي مقدمتهم العرب. العداء الإسرائيلي للعرب عداء معروف وواضح وصريح في ثقافتهم ومدارسهم ومناهجهم وتراثهم وسياساتهم. موقفنا واضح تجاه الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني. نحن الآن في مواجهة واضحة ومباشرة بيننا وبين ثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا. نقف الموقف المشرف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته بشكل كامل". 

متوعدا بقوله: "قادمون بالتعبئة العامة وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك تام لجبهتنا الداخلية. قادمون بجيش منظم مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء". وجدد استمرار هجمات الجماعة على الكيان الاسرائيلي وسفنه والسفن الامريكية والبريطانية: "عملياتنا العسكرية مستمرة وكذلك على مختلف المستويات تحرك الشعبي الواسع والأنشطة الواسعة في كل المجالات، وإعلامنا موجه بكل طاقته وإمكاناته لمناصرة الشعب الفلسطيني".

لكنه حذر بصيغة النصح الدول العربية والاسلامية من التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بقوله: "أتى مشروع التطبيع ليقفز فوق العدوانية الإسرائيلية لتحريك حروب وفتن داخل أمتنا. من المأساة على أمتنا عندما اتجهت دول وحكومات وأنظمة لتحريك كل طاقاتها وإمكاناتها لخدمة السياسة الأمريكية. من المحنة الكبرى للأمة ومن الخسران المبين أن توظف بعض الدول العربية إمكاناتها وقدراتها لخدمة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية".

مضيفا: "للأسف الشديد لا يزال الأمريكي مستمرا في سياسة توريط بعض الأنظمة العربية في الاتجاه العدائي الداخلي وإثارة الفتن والصراعات داخل الأمة". وتابع: "ننصح الكل بالتحرر من التبعية العمياء لأمريكا ونأمل أن نصل إلى حل منصف وعادل يفضي إلى تنفيذ استحقاقات السلام". مردفا: ""عاقبة استمرار أي بلد عربي في خدمة السياسات الأمريكية الخسران والوبال". ما اعتبر تهديدا بتوسيع دائرة هجمات الجماعة مستقبلا.

شاهد . الحوثي يؤكد استمرار المواجهة مع "اسرائيل" (فيديو)

وخاطب زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات، قائلا: "شعبنا لا يزال يعاني جدا نتيجة العدوان والحصار على بلدنا. ينبغي على السعودي والإماراتي أن ينتقلوا من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام إذا كانوا يريدون فعلاً السلام. السلام هو المصلحة الفعلية والحقيقية للجميع. واستحقاقات السلام هي بإنهاء تام للحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار". حسب تعبيره.

مضيفا: "ليس هناك أي مبرر لاستمرار السعودي والإماراتي في المماطلة الواضحة من استحقاقات السلام في ظل المرحلة الراهنة. ننصح تحالف العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتفاق واضح والخروج من هذه الحالة، وندعو الدول الإقليمية لمراجعة حساباتها وسياساتها تجاه اليمن". في تأكيد على تمسك الجماعة بشروطها المعلنة للسلام مع دول التحالف، وتحقيق السلام في اليمن بين مختلف مكوناته السياسية بصف الشرعية.

وتابع الحوثي، بنبرة تحذير مباشر للمملكة العربية السعودية والامارات، قائلا: "استحقاقات السلام الواضحة هي خير للجميع ومصلحة حقيقية للكل. استحقاقات السلام استحقاقات واضحة وبينة ومطالب مشروعة ومنصفة لشعبنا العزيز. الخطوات الجادة وفق اتفاق واضح يتضمن ما كنا نؤكده عليه في المباحثات والمفاوضات على مدى كل المراحل الماضية". ما اعتبره مراقبون اعلان عدم رضا عن ما انتزعته حتى الان الجماعة من التحالف.

شاهد .. زعيم الحوثيين يعلن شروطه للسلام مع التحالف (فيديو)

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، انشأت تحالفا عسكريا عربيا يضم نحو 15 دولة ابرزها الامارات، وبدأت ليلة 26 مارس 2015م، بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، تنفيذ تدخل عسكري في اليمن باسم "عاصفة الحزم"، رفع أهداف "انهاء الانقلاب الحوثي، استعادة مؤسسات الدولة، اعادة السلطة الشرعية الى صنعاء، حماية سلامة اليمنيين، صون وحدة اليمن واستقراره وسيادته"، وهي الاهداف التي لم تتحقق بعد 9 سنوات من الحرب.