العربي نيوز - سوريا:
أثار احد اشهر الفناين العرب على مدى الخمسين عاما الماضية، جدلا واسعا بين اوساط جمهوره في دول العالم العربي، وفجر ضجة كبيرة على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بتصريح هو الاول له عن اليمن والحرب الدائرة فيها للسنة الثامنة على التوالي، تضمن موقفه من التحالف بقيادة السعودية والامارات، اعادت للاذهان ضجة تصريحات جورج قرداحي.
ونشرت الاعلامية راميا الابراهيم، المذيعة بقناة "الميادين" على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، مقطع فيديو لمداخلة عبر الاقمار الاصطناعية، مع الفنان العربي السوري دريد لحام، المشهور بشخصية "غوار"، تحدث فيها للمرة الاولى عن الحرب المتواصلة في اليمن للسنة الثامنة على التوالي، ومعاناة اليمنيين، وموقفه من الحرب ومن التحالف بقيادة السعودية والامارات.
تضمن تصريح الفنان دريد لحام اتهاما مثيرا للجدل وجهه للولايات المتحدة والسعودية والامارات، بالاعتداء على اليمن، قائلا: "أمريكا ومن معها في المنطقة هم من اعتدى على اليمن، هذا الشعب الفقير المسكين اللي رافع راية فلسطين في كل مهرجاناته يذبح ليلا نهارا بالطائرات بالمدفعية بالصواريخ ولا يرف جفن لأي مسؤول، ليس لأي مسؤول، بل لبعض المسؤولين العرب حول هذا الموضوع..".
وتابع قائلا: "يا عمي انت رح تكفرونا بالتالي بمسألة أمي عربية، إذا أمي عربية ما بصير شعب عربي يذبح شعب عربي آخر..". مستعرضا تداعيات هذه الحرب على الاجيال العربية التي ولدت مع بداية الحرب ونشأت على مجرياتها طوال السبع السنين الماضية، ومشاهد الدمار في اليمن ومقتل المدنيين من النساء والاطفال بغارات لطيران التحالف، وقصف مدفعي لأطراف الحرب.
مضيفا: "بدأ احفادنا والله يسألوا السؤال إنه جدو احنا أمة وحدة؟ أنا تجاوزا بقول طبعا اه جدو احنا أمة وحدة، بقول طيب ليش عم يذبحوا باليمن؟ ليش السعودية ومن معها عم تذبح باليمن هذا الذبح؟ ليش يا جدو؟ معناته إحنا مو أمة وحدة لأن الأخ ما ممكن يذبح أخوه..". مثيرا بذلك ضجة واسعة على منصات التواصل بين مؤيد ومعارض لما قاله الفنان دريد لحام، عن حرب اليمن.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014. تركزت عملياته منذ الليلة الاولى لعاصفة الحزم التي اطلقها التحالف في تنفيذ عشرات الالاف من الغارات الجوية في عموم اليمن.
استهدفت غارات طيران التحالف ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، لكنها تسببت في مقتل وإصابة قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية، علاوة على نزوح قرابة اربعة ملايين يمني من قراهم ومدنهم داخل اليمن، هروبا من تداعيات الغارات الجوية والحرب.
ومن جهتهم، ظل الحوثيون، ينفذون هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية سعودية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة. مبررين هجماتهم بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات التحالف واحتجازه سفن المشتقات النفطية".
حسب إعلان صادر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فإن “المليشيات الحوثية أطلقت على المملكة حتى الاثنين 21 يونيو 2020، 372 صاروخاً باليستياً، و659 طائرة من دون طيار، وأكثر من 96 ألف مقذوفا على الحدود، واستهدفوا البحرية بأكثر من 75 زورقاً مفخخاً”. يضاف إليه هجمات كثيفة اعلن حصرها قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق مطلق الأزيمع، مطلع فبراير 2022م.
وقال الفريق مطلق الأزيمع: أن “المليشيا الحوثية خلال (16) شهراً منذ اعلان التحالف وقف هجماته الجوية في سبتمبر 2020م، أطلقت على المملكة 109 صواريخ باليستية و414 طائرة مسيرة، 52 زورقا مفخخا وزرع 110 الغام بحرية، استهدفت مطارات أبها ونجران ومطار الملك عبدالله بجازان، ومحطات تحلية المياه المالحة وخزانات أرامكو السعودية ومنشآت حيوية مدنية في مدينتي الرياض والدمام".
وفقا لتقارير دولية، فإن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة والمتمثلة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي للعاصمة صنعاء”، بقدر ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد" في اشارة لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش.
وتؤكد تقارير الامم المتحدة أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار القطاعات الخدمية واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء، بفعل توقف الرواتب وانهيار الاقتصاد والعملة المحلية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والخدمات بمقدار خمسة اضعاف ما كانت عليه”.
لكن هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة على منشآت النفط في كل من ابوظبي ودبي مطلع العام الجاري، ثم الهجوم الواسع على خزانات النفط في الرياض وجدة وجيزان وخميس مشيط وابها؛ استطاعت انتزاع استجابة التحالف بقيادة السعودية والامارات لعرض الحوثيين وقفا متبادلا للهجمات الجوية ووقفا لإطلاق النار في اليمن والحدود، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتبادلا للأسرى.
يشار إلى أن الامم المتحدة اعلنت مطلع ابريل الفائت توصل اطراف الحرب لاتفاق هدنة انسانية لمدة شهرين قابلة للتجديد، تشمل وقفا لإطلاق النار والهجمات الجوية، وفتحا جزئي لميناء الحديدة امام 18 سفينة وقود، ومطار صنعاء أمام رحلتين تجاريتين اسبوعيتين، وفتح الطرقات بين المحافظات ومنافذ المدن، وتبادلا للأسرى، وتهيئة لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، بمشاركة جميع الاطراف.
شاهد .. تصريح عن اليمن للفنان دريد لحام يفجر ضجة كبرى بمنصات التواصل: