العربي نيوز - صنعاء:
يسعى الحوثيون إلى تسجيل رقم قياسي يدخلون به إلى موسوعة "غينيس" للارقام القياسية حول العالم، عبر تنفيذ اكبر لوحات جدارية في جبال اليمن، تحمل اسم رسول الله "محمد" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ونفذت جماعة الحوثي، في سياق تحضيراتها الواسعة لاحتفائية جماهيرية حاشدة في العاصمة صنعاء والمحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها، لوحات جدارية عملاقة مضيئة تحمل اسم الرسول محمد.
حسب رئيس تحرير مجلس "الجيش" الصادرة عن دائرة التوجيه المعنوي التابعة للحوثيين في صنعاء، عبدالغني علي الزبيدي، فإن طول هذه اللوحات الجدارية الضوئية في الجبال يتجاوز 700 متر.
وقال الزبيدي، القيادي المؤتمري سابقا والحوثي حاليا، في تغريدة بموقع "تويتر": "بطول سبعمائة متر ..كتب أسم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..ألا يستحق هذا أن يدخل في موسوعة غينتس للأرقام القياسية".
في السياق، بدأت جماعة الحوثي الانقلابية منذ اسبوع، حملة واسعة تستهدف جميع مديريات العاصمة صنعاء العشر، ومراكز ومدن المحافظات التي تسيطر عليها، لاسباغها باللون الاخضر، بمبرر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
وأظهرت صور تداولها ناشطون في العاصمة صنعاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اتشاح شوارع واحياء وحارات العاصمة باللافتات وصور تحمل شعار الاحتفاء بالمولد النبوي وشارات وقناديل خضراء تغمر المباني والمرافق.
حسب ناشطين فإن "مظاهر احتفال الحوثيين بذكرى المولد النبوي تكلف مليارات الريالات تكفي لصرف رواتب الموظفين". لكن اخرين اشاروا إلى أن "الزينة هي نفسها المستخدمة كل عام يجري حفظها ثم اخراجها عند حلول الذكرى".
وتوجه اتهامات لجماعة الحوثي بإلزامها التجار والمواطنين دفع تبرعات للاحتفال بالمناسبة. لكن الجماعة نفت ذلك بشدة وطالبت من يزعمون هذا اثبات مزاعهم. منوهة بأن "الامر متروك لمن اراد ان يحتفي بالذكرى وصاحبها".
إلى ذلك، ذكرت وكالة (سبأ) الخاضعة لسلطات الحوثيين في صنعاء أن عددًا من المكاتب التنفيذية لمديريات العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي دشنت التجهيز لقافلة الرسول الأعظم لدعم جبهات المعارك".
وجرت العادة أن يحتفي اليمن واليمنيون بذكرى المولد النبوي الشريف منذ سنوات، لكن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة توسعت دائرتها بشكل أكبر منذ أن سيطر الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر العام 2014م.
اتخذ الحوثيون هذه المناسبة عطلة رسمية لأول مرة في تاريخ اليمن بعد أن كان الاحتفال بها كان مقتصرا على فعالية مختصره تنظمها وزارة الأوقاف والارشاد في يوم مولده. مجارية بذلك عددا من الدول العربية والاسلامية.
وتحتفل دول مثل الامارت، الكويت، سلطنة عمان، اليمن، مصر، السودان، العراق، سوريا، لبنان، الاردن، فلسطين، الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، بذكرى المولد الشريف للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وتتخذها عطلة رسمية.
يحيي أنصار جماعة الحوثي هذه الذكرى بأهازيج وأناشيد دينية وحماسية، ومهرجانات خطابية وفعاليات مختلفة تبدأ من اول ايام شهر ربيع الأول حتى أخر أيام الشهر، وتشمل الاحتفال فعاليات نسائية ايضا في مختلف الميداين.
ويثار سنويا جدل بين من يصف هذه الاحتفالات بأنها بدعة ضالة كما يقول مشايخ السعودية، ومن يعتبرها واجبا، على كل مسلم يؤمن برسول الله محمد ويلتزم الامر الالهي بمحبة رسوله، ويستدعي في هذه المناسبة سيرته وهديه.
لكن دار الافتاء المصرية حسمت الجدل الدائرة كل عام بشأن جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقالت العام الفائت في فتوى رسمية إنه “يجوز شرعًا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالإنشاد بمدائحه الكريمة وسيرته العطرة”.
مضيفة: إن “من المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى مولد النبي الشريف؛ قراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة، كل ذلك جائز ومستحب شرعًا”.
وأشارت دار الإفتاء المصرية في فتواها المنشورة على موقعها الالكتروني الرسمي وحسابتها بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المولد النبوي يوافق يوم 12 ربيع الأول من كل عام. حاثة المسلمين على احياء المناسبة بالذكر والصلاة على النبي.
