العربي نيوز:
استفزت دولة الامارات، من جديد، جميع اليمنيين في الداخل والخارج، عدا الموالين لها من اتباع طارق عفاش في الساحل الغربي واتباع "المجلس الانتقالي الجنوبي" في جنوب اليمن، بإجراء جديد؛ اظهرت فيه بسط سيادتها الكاملة على محافظة ارخبيل جزر سقطرى، بكل ما يحتويه من ثروات طبيعية بيئية ومعدنية.
حدث هذا، بإقدام القوات الاماراتية المتمركزة في محافظة سقطرى، وعبر جهازها الاستخباراتي المسمى "مؤسسة خليفة الانسانية"، على جرف احجار الشعاب المرجانية النادرة من سواحل ارخبيل سقطرى، وشحنها إلى الامارات، امتدادا لنقل النباتات والاحياء النادرة الى ابوظبي.
واستنكر متخصصون في البيئة وسياسيون واعلاميون وناشطون يمنيون ما سموه "استمرار العبث الاماراتي بسقطرى"، و"تواصل نهب الامارات الثروات اليمنية"، محذرين من أن "تمادي الامارات قد يتجاوز جرف احجار الشعاب المرجانية من سواحل سقطرى الى قلعها من قعر البحر".
موضحين أنه "في حال تم قلع هذه الأحجار مباشرة من المياه الاقليمية لجزيرة سقطرى، فإنه سيؤدي إلى كارثة بيئية خطيرة". وفي حين أفادوا بأن "مثل هذه العملية تبدو تقنيا صعبة، لكنها ليست مستبعدة، وستتسبب بقتل الاحياء البحرية التي تعتمد هذه الاحجار في بناء مراعيها".
ولفت المتخصصون في البيئة إلى أن "الأحجار المرجانية رافد اقتصادي جديد تنهبه الإمارات". منوهين إلى أن "استخدام هذه الاحجار الجميلة في بناء المنازل تقليد شائع في سقطرى سواحل تهامة وحضرموت. لكنه نشط مؤخرا في دول الخليج والامارات بدافع التباهي والتفاخر".
محذرين من أن "استمرار الامارات بعمليات الجرف الواسعة لهذه الاحجار الجميلة والنادرة، لرد سوقها النشطة في دول الخليج وبصورة اكبر في الامارات، يكتسب طابعا تجاريا، يهدد باستنزاف الموارد الطبيعية البيئة لجزر ارخبيل سقطرى، وتبعا الاحياء البحرية النادرة في الارخبيل".
ومطلع يونيو 2025م، فجرت الامارات موجة غضب واسعة بين اوساط السياسيين والمتخصصين والاعلاميين والناشطين اليمنيين على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، جراء اقترافها مذبحة "نفوق جماعي غير مسبوق لأكثر من 70 دولفينا" على شاطئ نيت بمديرية قلنسية في ارخبيل جزيرة سقطرى.
تفاصيل: مذبحة اماراتية جديدة في اليمن (فيديو)
تسيطر الامارات بقواتها العسكرية ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" على أرخبيل سقطرى، وترتكب انتهاكات عدة لكونها محمية تراث بيئي عالمي، تتمثل بحسب منظمة اليونسكو، في "التوسع العمرانى العشوائى على حساب المواقع الطبيعية. إقامة مشاريع استثمارية على السواحل المحمية".
ووفق المنظمة الاممية، فإن انتهاكات القوات الاماراتية في ارخبيل سقطرى "طالت ‘غابة دم الأخوين‘ المستوطنة بأصناف نادرة عالميا. إضافة إلى الصيد الجائر للاحياء البحرية والشعاب المرجانية المحظور دوليا، وإدخال أشجار من خارج الجزيرة مثل النخيل وزرعه بشوارع حديبو، ونشر ‘السوس‘ بالمحافظة".
يضاف إلى هذه الانتهاكات المتواصلة من جانب القوات الاماراتية والمليشيات التابعة لها، تشييد المنشآت العسكرية ونهب الاحياء الحوانية والنباتية النادرة. ما دفع منظمة اليونسكو إلى التهديد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي إلى قائمة التراث المعرض للخطر بسبب الانتهاكات التي تتعرض لها الجزيرة.
شاهد .. انتهاكات اماراتية كبرى في سقطرى (فيديو)
وتستوطن في جزر ارخبيل سقطرى آلاف الفصائل النادرة عالميا من النباتات والاحياء الحيوانية البرية والبحرية ومئات الفصائل من الطيور، ما يجعل من الأرخبيل "متحفا عالميا للحياة الطبيعية" حسب تصنيف منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) وقبلة للباحثين وعشاق الطبيعة والمغامرات البحرية.
يشار إلى أن الامارات نشرت قوات ومدرعات عسكرية في 30 ابريل 2018م، بأرخبيل سقطرى اليمني المهيمن على المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الاحمر، من دون تنسيق مسبق مع حكومة الرئيس هادي، ثم دعمت الامارات انقلاب مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لهاه، وسيطرتها على الارخبيل منتصف عام 2020م.

